Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
في سبيل العروبة الحضارية - Sur le chemin de l'arabité civilisationnelle
20 juillet 2018

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة, حمزة البشتاوي

 

 

fplp cg


بعد عقود طويلة من مسيرة الصراع الدامي والمتنامي مع الاحتلال على أرض فلسطين، ما زالت الذاكرة النازفة تستيقظ في دروب الحكاية وعلى صدرها يسكن الوطن منذ أن منح المحتلّ الأوّل وعداً بأوراق الحداد إلى عصابات تخنق الحلم وتذبح شمس الحقيقة. وبحزن مقيم ما زال شعبنا يستحضر آلام النكبة وآثارها ونتائجها الكارثية من احتلال للأرض وجرائم قتل وتشريد وحصار واستيطان وعذاب مرير، ولكن شعبنا لم يرفع الراية البيضاء ولم يستسلم ولم ينكّس راية النضال دفاعاً عن حقوقه ووجوده وهويته وأرضه، وقدّم ببطولة فائقة أنهاراً من التضحيات وما زال يواصل المسيرة مستنداً إلى عدالة قضيته وإلى الكثير من التجارب الثورية في العالم والمرتبطة بقيم الحق والعدالة، وتحوّل شعبنا في مسيرة نضاله إلى نموذج في التضحية والإقدام، ويبرز ذلك من سيرته الكفاحية والتجربة النضالية الثورية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة الع امة التي تفتخر بعدد شهدائها الأربعة آلاف الذين قدّموا أرواحهم فداء للعودة والتحرير. 

المرحلة التأسيسية 

بدأت الجبهة بمرحلة التأسيس والعمل السري منذ العام 1959 حيث كان التأسيس والانطلاقة عام 1965 تحت اسم جبهة التحرير الفلسطينية، وهي كانت فكرة ثورية خرجت من عقل ووجدان وعزيمة صاحب الفكرة وهو القائد والمؤسّس أحمد جبريل الأمين العام للجبهة والذي مثّل بروحه الثورية المبدئية إرادة وتطلّعات شعب يحمل إضافة إلى معاناة النكبة واللجوء ثورة حنين تتوق للعودة إلى الوطن وقد مهّدت تلك الفكرة لإطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة بكافة فصائلها وتياراتها رغم كلّ الاختلافات النظرية وارتباط تلك الفكرة بإعلان فجر جديد لثورة شعبية جماهيرية واسعة تعتمد في مواجهة الاحتلال على تكتيك حرب العصابات ضمن إطار حرب الشعب طويلة الأمد كما أنّ الفكرة قد انطلقت وسط هدير الثورات ضدّ قوى الاستعمار وخاصة في الجزائر وفييتنام وكوبا حيث جرى التأثر بها كتجارب نضالية يُستفاد منها على الصعيد الوطني الفلسطيني لإضاءة شموع الأمل الثوري بالعودة والخلاص من الاحتلال بخيار وأسلوب لا لبس فيه وهو المقاومة. 

البدايات العملية 

لم تكن الدروب سهلة ولم يكن الواقع الرسمي العربي أفضل مما هو عليه، وفي تلك المرحلة المبكّرة التي شابها الكثير من الصعوبات والمعوّقات، انطلقت الإرادة الراغبة والعاشقة للفعل الثوري والنضالي وبوعي صادق طرحت الجبهة المبادئ الائتلافية الستة وسط استغراب ودهشة ورقابة بعض الأنظمة والأحزاب العربية التقليدية وإرادة الجبهة من طرح تلك المبادئ الائتلافية أن يكونوا سقفها في مواجهة ورفض أيّ حلّ أو تسوية تنتقص من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقد نصّت تلك المبادئ على ما يلي: 

1 ـ الشعب الفلسطيني هو المسؤول الأوّل عن قضيته ومن خلفه الشعوب العربية. 

2 ـ رفض الوصاية على الشعب الفلسطيني من أيّ جهة سواء كانت نظاماً أو حكماً أو أيّ جهة أخرى. قضية فلسطين قضية قومية ومن واجب كلّ عربي دعمها. 

3 ـ الديمقراطية والاستشارة والإجماع ضرورات لتحقيق انتصار المسيرة النضالية. 

4 ـ تحريم التكتل والنشاط الحزبي ضمن صفوف الجبهة. 

5 ـ رفض أنصاف الحلول والحلول الوسط للقضية الفلسطينية أو أيّ مشروع تسوية القصد منه تصفية القضية الفلسطينية. 

6 ـ شكل الحكم وكلّ ما يتعلق به متروك لما بعد التحرير ويقرره مجلس وطني. 

وبهذه الرؤية، ودون الأخذ باعتبارات المخاطر من الاحتلال وبعض الأنظمة الرسمية العربية طوّرت الجبهة من أساليب عملها النضالي وأصبح جزء كبير منه يأخذ الطابع العلني على صعيد بناء التنظيم والقواعد العسكرية وتشكيل الفرق العسكرية المقاتلة حيث تمّ في تلك المرحلة إنشاء ثلاث فرق، وهي: 

1 ـ فرقة الشهيد عبد القادر الحسيني ومركز نشاطها الضفة الغربية والقدس. 

2 ـ فرقة الشهيد عز الدين القسّام ومركزها الأراضي السورية ونشاطها يشمل سهل الحولة وطبريا والجليل الأعلى. 

3 ـ فرقة الشهيد عبد الليطف شرورو ومركزها الجنوب اللبناني ونشاطها يشمل كلّ الشمال الفلسطيني. 

وخاض مقاتلو الجبهة في تلك التشكيلات معارك عدة مع جنود الاحتلال ونفّذوا عمليات عسكرية ناجحة استناداً إلى الدورات التدريبية المكثفة التي خضعوا لها، ومن أبرز العمليات في ذلك الوقت كانت عملية نسف قطار بيتر قرب القدس وعملية الهجوم على مستوطنة ديشوم المسلحة في الجليل الأعلى حيث استشهد في تلك العملية الشهيد الأول للجبهة خالد الأمين وكذلك عملية نسف مركبة تقلّ عدداً من الخبراء العسكريين للاحتلال على طريق الجاعونة – روشيتا كما تمّ أيضاً نسف تجمع عسكري داخل قاعة سينما رويال في مدينة حيفا وقد اعتقل في تلك العملية سمير درويش ليكون الأسير الأول للجبهة، وÙ د بدأت في تلك المرحلة تتراكم الخبرات والتجارب النضالية الميدانية للجبهة في مواجهة الاحتلال. 

الوحدة الوطنية 

آمنت الجبهة ومنذ انطلاقتها بالوحدة الوطنية الفلسطينية كواجب وضرورة حتمية لتصعيد المواجهة مع الاحتلال ووفق برنامج إجماع وطني يعزز خيار المقاومة ويجنّد في سبيلها كلّ الطاقات والإمكانيات، وبعد نكسة حزيران عام 1967 وكجزء من الردّ على تداعياتها دعت الجبهة إلى توحيد كافة المنظمات الفلسطينية تحت عنوان وهدف تحرير فلسطين ووضع كلّ الجهود بخدمة هذا الهدف ومن أجل هذا الهدف خاضت الجبهة تجربة في الوحدة مع حركة فتح ولكنها فشلت وأنجزت إطاراً ائتلافياً مع شباب الثأر وأبطال العودة وهما مرتبطان فكرياً بحركة القوميين العرب وذلك تحت اسم الجبهة الشعبية لتحرير فلØ طين ولكن هذه الوحدة الائتلافية لم تستمرّ سوى ما يقارب السنة، وبسبب ما قدّمته الجبهة من تضحيات تحت هذا الاسم قرّرت الإحتفاظ به مع إضافة «القيادة العامة» ليصبح الاسم هو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة… وعقدت الجبهة تحت هذا الإسم ثمانية مؤتمرات عامة كان أوّلها العام 1968 أقرّ فيه برنامج سياسي سمّي بالميثاق الذي أكد على دور الشعب الفلسطيني بالمقاومة كطليعة نضالية وثورية، كما أكد على استقلالية الجبهة وقراراتها والتزامها بالكفاح المسلح طريقاً لتحرير فلسطين. 

وعلى الرغم من التحوّلات الكبرى منذ تلك المرحلة وما بعدها وما شهدناه من تغييرات سياسية حادة وقاطعة وتراجع نظريات وصعود توجهات جديدة على المستوى الدولي والإقليمي والعربي فإنّ الأهداف والمنطلقات والروح الثورية المرتبطة بالفكرة بقيت ثابتة في خدمة هدف تحرير فلسطين وأوضحت الجبهة ذلك عملياً في ميدان المواجهة مع الاحتلال ونظرياً من خلال مواقفها السياسية وأدبياتها وليس آخرها ما ورد في مقدّمة نظامها الداخلي الذي أقرّته في مؤتمرها العام الثامن المنعقد عام 2010 والذي تقول المادة الأولى منه: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة تنظيم شعبي وطني وق ومي ديمقراطي ثوري يهتدي بالعقيدة الإسلامية وبتراث أمتنا العربية وجوهر مبادئها والتجارب الإنسانية ويسترشد بمعطيات الظروف الملموسة الحسية والموضوعية لمجتمعنا العربي – الإسلامي وبنهج أشكال النضال كافة وفي مقدمتها الكفاح المسلح ويناضل ليأخذ الشعب الفلسطيني دوره الكلي الفاعل في النضال الكفاحي في مواجهة العدو الصهيوني الاستيطاني ولتأخذ أمتنا دورها الطليعي في التحرير والوحدة ولتفعيل العمق الإسلامي لأنّ فلسطين قضية كلّ العرب وكلّ المسلمين كون القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بهدف استعادة الحقوق وتحرير الأرض والإنسان ناهلة من: 

ـ القيم الإسلامية الجهادية. 

ـ المبادئ النبيلة للفكر القومي العربي. 

ـ نضالات وثورات وانتفاضات شعبنا الفلسطيني البطل. 

ـ التجارب النضالية والثورية لشعوب العالم والقيم السامية للفكر التحرّري الإنساني. 

وهي بذلك لا تنفي ولا تتنصّل مما طرحته على مستوى التأثر بالنظريات الثورية في العالم ولكنها تؤكد انسجامها مع الأفكار والنظريات الثورية ارتباطاً بالهدف الأسمى وهو التحرير والأسلوب الأمثل وهو الكفاح المسلح الذي لا يستهدف قتل وإبادة اليهود بل تحرير فلسطين الأرض والإنسان. وانسجاماً مع استراتيجيتها النضالية شاركت الجبهة بقيادة وإطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة وشاركت بالقيادة المشتركة والموحدة والمجلس المركزي واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وغايتها دوماً تغليب المصلحة الوطنية والهدف الأسمى على حساب التباينات الكثيرة التي ازدادت بشكل مؤلم في العام 1983 وتفاقمت بعد العام 1993 ولكنها دوماً تغلب المصالح العليا على المصالح الضيقة ولذلك تشارك بفعالية بما ينشده شعبنا وهو العمل على تحقيق الوحدة الوطنية. 

الحلول السلمية 

رغم تأثر الجبهة بالكثير من الأحداث إلا أنّ موقفها لم يتغيّر، ويمكن لأيّ متابع لمسيرة الجبهة السياسية أن يلحظ ثبات مواقفها وخياراتها والتزامها الوطني والأخلاقي بالأهداف والمنطلقات، ومن هذه القناعات رفضت الجبهة وعارضت كلّ التسويات التي تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة وهي رفضت كما كلّ القوى الثورية القرارين 242 و 338 وتحفظت على البرنامج المرحلي عام 1974 الذي تحوّل من مرحلي إلى خيار استراتيجي. وعارضت الجبهة اتفاق أوسلو وخارطة الطريق اللذين سبقتهما مرحلة نضالية داخل فلسطين ومن خارجها، وكان للجبهة فيها دور أساسي ومحوري وصولاً إلى الانتفاضة الفلسطينية عام 1987 التي أنصبّت كلّ الجهود لمواكبة ودعم ملاحم أبطالها من أطفال وشباب فلسطين، ويذكر هنا بالإضافة للعمل العسكري واللوجستي والسياسي كان هناك إنجاز إعلامي وطني بإنشاء إذاعة القدس التي كانت بوقتها صوت الإنتفاضة وضميرها المسموع بشكل جلي وواضح ولتؤكد الجبهة بالروح الفدائية أنها ملتصقة بالتاريخ النضالي للشعب الفلسطيني وهي مدرسة تقود بريادة الانتماء وصلابة الموقف مسيرة الفداء والعودة واÙ تحرير. 

أبرز العمليات العسكرية 

يتحدث بعض الكتاب والباحثون في سياق الإضاءة على التجربة النضالية للجبهة عن الكفاءة الفنية العالية في مجال العمل العسكري بكلّ أنواعه وميزاته وخاصة على صعيد التكتيك القتالي الاحترافي والهندسي والتخطيط والتنفيذ ويتحدث كتّاب آخرون عن التجربة من خلال ذكر أبرز العمليات التي كما يقولون شكلت علامات فارقة بمسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة ومن أبرز تلك العمليات: 

1 ـ عملية مطار اللد 1968. 

2 ـ عملية الخالصة 1974 وشهداؤها من فلسطين وسورية والعراق. 

3 ـ عملية النورس 1979 لتبادل الأسرى. 

4 ـ عملية الجليل 1985 وهي أكبر عملية لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال. 

5 ـ عملية الطائرات الشراعية 1987 وشهداؤها من تونس وسورية. 

6 ـ عملية إيصال الأسلحة إلى فلسطين لدعم انتفاضة الأقصى عام 2000. 

والتي كانت من الأسباب المباشرة لقيام الكيان الصهيوني باغتيال القائد العسكري للجبهة الشهيد القائد جهاد جبريل. 

وهذا التركيز من بعض الكتاب لا يزعج الجبهة التي يمتاز عملها العسكري بالسرية وعدم العصبوية التنظيمية وخاصة في مجال التدريب ونقل الخبرات والدعم اللوجستي، وتقوم الجبهة في سياق تجربتها النضالية بتدريب مقاتلين من كافة القوى والفصائل والأفراد، وأنشأت منذ سبعينات القرن الماضي معهد التدريب المركزي الذي ساهم ليس فقط بتحسين المستوى والأداء القتالي لأعضائها بل لكلّ من تخرّج من هذا المعهد، ويقدّر عدد من استفاد وتخرّج من هذا المعهد بالآلاف، ليتحوّل بعد مسيرة طويلة إلى أحد أهمّ المعالم النضالية والثورية في تاريخ ثورتنا المعاصرة. 

معسكر الأعداء والأصدقاء 

بنت الجبهة لنفسها وصنعت من تجربتها بما فيها من حزن وألم وتعب وحنين مرفوعاً على بطولة من الورد والسنديان أيقونة مبدئية ثابتة في علاقاتها وتحالفاتها وناضلت بثقة وإيمان مطوّرة من أدائها الكفاحي وفق ظروفها الذاتية والموضوعية المحاطة بأعقد وأصعب الظروف السياسية والأمنية التي لم تفلح بالنيل من عزيمتها وقناعاتها الراسخة بأنّ الموقف من قضية فلسطين وكفاح شعبها هو المقياس المعتمد في إقامة العلاقات بأيّ طرف عربي أو إقليمي أو دولي وفي مسيرتها نسجت الجبهة علاقات مميّزة مع عدد من الدول العربية والأجنبية وحافظت خلال مسيرتها على أوثق العلاقات مع سورية وال جمهورية الإسلامية في إيران وروسيا الإتحادية. 

ويشهد الحلفاء والخصوم والأعداء على صدقية ومبدئية الجبهة في تحالفاتها وعلاقاتها المبنية على أسس دعم الشعب الفلسطيني وقضيته ومقاومته وتشهد التجربة على صوابية موقف الجبهة في تحديد معسكر الأصدقاء ومعسكر الأعداء وعلى رأسه الاحتلال وإرهابه على أرض فلسطين وتعرّضت الجبهة خلال مسيرتها إلى حملات إعلامية مغرضة لتشويه صورتها ومواقفها وخياراتها السياسية وتحالفاتها المبدئية المنسجمة مع قناعاتها وأهدافها، وتحوّلت بعض الحملات رغم قساوتها من أطراف عربية ودولية إلى شهادات على صوابية مواقف الجبهة في صراعها مع الاحتلال الذي يمتلك آلة إعلامية ضخمة سخرت بأك ملها كما قال عدد من الضباط الإسرائيليين المتقاعدين لمحاربة وتشويه صورة الجبهة ولا زالت تلك الحملة مستمرة وبأدوات مختلفة دون أن تثني الجبهة عن الاستمرار بدورها النضالي المرتبط بالفكرة والثقافة الراسخة النابعة من القناعة بالهدف والمصقولة بالتجربة النضالية والهوية الوطنية التي كانت وما زالت تتعرّض للكثير من المخاطر والتحديات التي لم تعد محصورة بالاحتلال وإرهابه بل أضيف إليها الإرهاب التكفيري المجرم والحاقد. 

إنّ ما سبق هو عبارة عن ومضات من التجربة المستمرة وفيها الكثير من الأحداث التي لم تمنع أصحاب الفكرة والتجربة من الإبداع واستنباط أساليب كفاحية مبتكرة في الصراع مع الاحتلال، وعهد أبناء تلك التجربة هو الاستمرار بالطريق المعبّد بالتضحيات الجسام لتزهر مع كلّ دمعة في أعين الشهداء ماء وحبراً وضوءاً وبندقية من أجل تحرير الأرض والإنسان. 

كاتب وإعلامي فلسطيني 

 

Publicité
Publicité
Commentaires
Présentation
Ce site, animé par le Collectif Algérie-Machreq, est consacré à la mémoire historique de la Nation arabo-musulmane, à l'intellectualité, la spiritualité, la culture, l'expérience révolutionnaire des peuples arabes. La Palestine sera à l'honneur. 


Publicité
Newsletter
Visiteurs
Depuis la création 444 600
Publicité