Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
في سبيل العروبة الحضارية - Sur le chemin de l'arabité civilisationnelle
20 octobre 2018

نتصار الثورة الجزائرية، بقلم: علي عقلة عرسان, رئيس اتحاد الكتّاب والأدباء العرب

 

3ali_3ersan

3ali_3ersan

يحتفل الشعب الجزائري الشقيق بالذكرى الأربعين لانتصار ثورته المباركة على الاستعمار الفرنسي، وفي الخامس من يوليو من كل عام منذ 1962، هناك بمناسبة انتصار الثورة الجزائرية: عيد عربي وآخر للشعوب التي عانت من الاستعمار يتم الاحتفال بهما، غير أن السنوات العشر الأخيرة أدخلت الجزائر في مواسم رعب أذهلت الناس عن الاحتفال بتلك المناسبة العظيمة. وتعود الجزائر اليوم الى أمسها ونصرها لتجدد العهد لشهدائها ومجاهديها الذين صنعوا النصر، تجدد لهم العهد على حمل الأمانة وصيانة الاستقلال واستمرار العمل من أجل جزائر حدد ملامح نضالها، ان لم يكن هويتها، الشيخ عبد الحميد بن باديس عندما قال: شعب الجزائر مسلم والى العروبة ينتسب وأمام مشهد الجزائر تحت الاستعمار، والجزائر في الأول والثامن من مايو 1945 وأمام الجزائر الثورة، وأمام مشهد الجزائر اليوم.. أمام هذا المشهد الذي يختصر تاريخ الشعوب في نضالها من أجل الحرية والتقدم وتصديها للاستعمار والاستلاب ومحاولات تزييف الهوية والتاريخ في ذهن الأجيال، أمام ذلك كله أجدني وقلمي وكلماتي محاصرين بنوع من الذهول ونوع من العجز. أما الذهول: فلهول ما لقيه شعب الجزائر وعمرانها واللغة العربية والاسلام فيها من عسف وبطش وتشويه وتدمير وتزييف بكل الأدوات والوسائل الممكنة لقتل روح الشعب بقتل وعيه ولغته وعقيدته وحبه للحرية والكرامة وتعلقه بهما وبانتمائه التاريخي. وأما العجز: فلقصور الكلام وملكة التخييل والذاكرة عن استعادة ما كان من ألم وظلم ومعاناة وتضحيات وصور من الارهاب الدموي المقيت ذهب ضحيته مئات الآلاف من الجزائريين والجزائريات.. ومن لا يعجز عن تصور هذا المشهد واستعادته في أدوات التخييل وملكاته وفيه كل ذلك الامتداد للهول والدمار والموت وغطرسة القوة من جهة وصمود الارادة والعقيدة والروح أمام عوامل التدمير وأدواته من جهة أخرى، فكيف يجمع ذلك المشهد الذي امتد نيفاً ومئة وواحداً وثلاثين عاماً (1830 ـ 1962) في رؤية وتعبير، وكيف يوفي بعض حقه، اذ شتان.. شتان بين من يكتب خلاص أمته بدمعه ودمه وبين من يكتب عن ذلك الخلاص وفصوله ورموزه أسفاراً بقلمه!! فذاك دفع ويدفع حياته ثمن الموقف والخلاص، وهذا يجعل الموقف والخلاص سبباً في الحياة وسبباً اليها، فشتان بين بائع روحه من أجل حياة الآخرين والأجيال القادمة والوطن وبين من يشتري بتضحية الآخرين حضوراً وشهرة وسلطة وسطوة من أي نوع على الآخرين والأجيال وفي الوطن؟ شتان بين الدم والحبر وشتان بين روعة الاستشهاد وحشرجة المداد. ومع ذلك فكل يدعي وصلاً بليلى، وقد يزايد الحي على الشهيد الحياة ويستلب منه موقفه ودمه أو يشوه صورة استشهاده وتألق دمه!؟ ولكن.. مع ذلك ورغم ذلك يبقى للكلمة ما يبرر صوغها ويبقى لها في العالمين دورها البناء، فالكلمة حياة والكلمة موقف والكلمة مسئولية، وقد يوجه الكلام نثراً وشعراً.. نخوة وفكراً، قد يوجه السلاح والجهد وحركة البناء. انعاش الذاكرة ولقد كتب الأدباء والكتاب والمفكرون والمثقفون، والعرب منهم على الخصوص، كتبوا عن الثورة الجزائرية فكانوا معها وقلة قليلة كانت ضدها، وكان ابداعهم سلاحاً يضاف الى السلاح، ولا بد من استعادة ذلك الأداء الذي ساهم في تخليد ثورة شعب وقضيته وتضحياته ورموز تلك الثورة وشهدائها وأهدافها، ليكون ذلك بمتناول الأجيال، التي يدور القتال حول ذاكرتها وتوجهاتها ومواقفها وخياراتها المستقبلية هذه الأيام، ولينعش الذاهب ذاكرة القادم ويغرس فيها خلاصة التجربة والتاريخ فيسهم في تكوين الذاكرة من جديد وفي انعاش حوادث التاريخ ودروسه، لكي تعيش الأمة حاضرها وتبني مستقبلها في ضوء معرفة وتجربة ووعي لا بد منه ولا غنى عنه بالنسبة للشعوب والأمم، فشعب بلا تاريخ هو شعب بلا ذاكرة، وشعب بلا ذاكرة هو كتلة من الهيولى تشكله الأمم والقوى على هواها وتدحرجه في الاتجاه الذي تريد خدمة لمصالحها أو تدميراً لقيمه ومصالحه. في مشهد الثورة الجزائرية وانتصارها المجيد، وفي أربعينية نصرها المزدهي بالبناء أستل من ذلك المشهد المهيب البهي الغني شعاع ذكرى لأدكر وأذكر، لعل الذكرى تنفع المؤمنين. قبل اشعال جبهة التحرير الوطني الجزائري لفتيل الثورة في الساعة صفر من اليوم الأول من شهر نوفمبر 1954، وفي خضم تفاعلات أحداث الأول والثامن من مايو 1945 التي سقط فيها في سطيف وقالمة أكثر من خمسة وأربعين ألف شهيد، حاول فريدريكس Frederix شأنه شأن سواه من الكتاب الفرنسيين والمتفرنسين، يساريين ويمينيين، أن يقدم صورة مشوهة ومزيفة عن مفهوم الوطنية وروحها العالية في الجزائر ولدى الشعب الجزائري فقال: «ان الوطنية هي بالنسبة للجماهير الجزائرية رد فعل شعب ينجب من الأطفال أكثر مما يستطيع بلده أن ينتج من الغذاء». فرد التعلق بالحرية والكرامة والاستقلال الى فقر ويأس وأراد أن يفصل بين الجزائري والقيم السامية الرفيعة والتطلعات الانسانية الكريمة الكبيرة، فأخطأ وتعسف وزور الحقائق والوقائع ومارس بالكلمة دعاية استعمارية عدوانية سقيمة. وكان ذلك هو نهج الاستعمار ونهج الكتاب الذين ارتضوا لبلدهم أن يكون عنصرياً واستعمارياً، وهو نهج الصهيونية في فلسطين اليوم التي تمثل السرطان الاستعماري العالمي عبر تاريخ طويل، فهي تقدم الثائر الفلسطيني والمقاوم النبيل والاستشهادي القدوة مجموعة يائسين، وبعض الاستعماريين الكبار يردون ذلك لسوء الأحوال المعيشية في الأرض المحتلة مجردين الفلسطينيين كما جردوا الجزائريين في السابق من التعلق بالحرية والاستقلال والحقوق الانسانية العالية ليدرجوهم في درك البؤساء الذين يغنيهم الخبز عن الحرية، وذاك من الاستعمار والعنصريات أمر عجب ولكنه يغدو أشد اثارة للعجب عندما يصبح نعيق من يوالون الاستعمار والعنصريات البغيضة من أبناء الشعب الذي يتعرض للاستعمار والممارسات العنصرية؟! ولكن فريدريكس لم يقل لنا من الذي أفقر الشعب الجزائري، ولا كيف كان خمسة وعشرون ألف معمر، مستعمر، «كولون» يملكون ثلاثة ملايين هكتار من مجموع الأرض الصالحة للزراعة ومن أفضل سهول «متيجة» بين الجزائر العاصمة ووهران الخصبة، بينما يملك الشعب الجزائري كله بملايينه التي تزيد على العشرة آنذاك ثمانية ملايين هكتار من الأرض الصالحة للزراعة في الجزائر كلها؟! ولا كيف أصبح المستعمرون يملكون تسعة أعشار اجمالي الانتاج العام في الجزائر!؟ وعي الذات في هذه الأجواء أصبحت طلائع المجاهدين الذين نذروا أنفسهم من أجل الحرية والاستقلال والوطن تكبر في نظر الأجيال وتستقطب الاهتمام وتأخذ موقع القدوة، وأصبح الأطفال الجزائريون، نتيجة الوعي بحقيقة من هم وماذا يريد آباؤهم، يستنكرون أن يكون أجدادهم «الغال» ويفتخرون بانتسابهم للعروبة والاسلام. وكان حداؤهم ونشيدهم الله أكبر.واشهدوا.. وأذكر الذين لا ينصرون العربية اليوم أو يضعفون مكانتها ويناصبون العروبة العداء بقول النائب الفرنسي جاك شوفالييه Jacque Chevalier أمام المجلس الوطني الفرنسي عام 1947 اذ قال رداً على مطالب الجزائريين باعتبار العربية لغة رسمية: «ان جعل تعليم اللغة العربية اجبارياً يعني دفع المسلمين أكثر فأكثر الى الاسلام، ويعني ذلك نشر الاسلام وتمتين العلاقة مع الجامعة العربية وكل الذين يريدون استقلال الجزائر. وأخيراً فان ذلك يعني ادخال البربر تحت سلطة الاسلام عن طريق العربية». ولنا بل علينا أن نتساءل اليوم: هل وقف البربر في يوم من الأيام ضد سلطة الاسلام أم أنهم كانوا من أعمدته؟؟ وهل الدعوة لاضعاف اللغة العربية هنا وهناك هي دعوة لاضعاف الاسلام أم لتحرير البربر من دينهم؟؟ أم أنها دعوة لاضعاف البربر والجزائر والعرب والاسلام معاً؟! ان الاستعمار ومنطقه ومحاولاته الدائبة لهدم الشخصية الثقافية وزعزعة أركان الهوية القومية والوطنية للآخرين مستمرة، ونحن اليوم أمام وحش استعماري ينطلق من عقاله بعنجهية كبيرة هو الولايات المتحدة الأميركية التي تريد أن تزلزل ثقافات الآخرين وعقائدهم وأوطانهم لتحقق مصالحها بتكليف «الهي» يجعلها مكلفة برسالة استعمارية مادية مصلحية عبر العالم. ولكنها تخوض هذه المعركة وقد خسرت أهم أسلحتها التي كانت توهم بها العالم، وهو مبادئها فقد خسرت هذه الدولة قاعدتها المبدئية والخلقية والانسانية، ولذلك وبسبب منه فهي مقدمة على ارتكاب جرائم كبيرة ولكنها تصنع نهايتها في الوقت ذاته، وهي تبدأ تلك الخطوات من أفغانستان وفلسطين حيث أضحت عنصرية صهيونية أكثر من الصهيونية ذاتها أو هما تتماهيان. ان الأمم باقية ما دامت تعي ذاتها وحقوقها وهويتها ومصالحها وما يمايزها عن الأمم الأخرى، وهي باقية ما بقيت على حق واحترام للحق، وحين تضعف ذاكرتها فان على أبنائها أن يجددوا تلك الذاكرة وأن ينعشوا روح الأمة بانعاش مقومات هويتها ووجودها ووجدانها وروحها المعنوي العام، وعلينا أن نفعل ذلك اليوم في الجزائر التي تتعرض لمحنة وامتحان قاسيين ويستهدفها بعض أبنائها، اضافة للاستعمار الذي لم ينس جراحه وهزائمه على نحو ما وهو يركز على اللغة العربية والاسلام والثقافة والتمزيق، وقد تتقاتل جهات استعمارية من أجل السيطرة والمصالح فتخوض حروبها بأيدي أبناء الأرض والوطن والهوية الواحدة فتضعفهم لتربح جولة ومن ثم تتقاتل مع الآخرين بأيديهم فتدفع المال وهم يدفعون الروح والوطن والقضية والمصالح. ولا بد أن يقودنا الوعي بالمشكلات وأسبابها الى مداواة أمراض الذات وعقابيل تلك الأمراض. ثوب الانتصار ولنا أن نسأل اليوم في عيد النصر، عيد الشهداء المنتصرين، عيد المجاهدين الجزائريين الذين يطرح عليهم جيل الشباب الجزائري اليوم بجهالة عمياء: لماذا كانت الثورة.. ولماذا كان الانفصال عن فرنسا؟ ولكم ولنا أن نعجب: لماذا كان الانفصال عن فرنسا؟ ولم لا يكون؟! ألا يعني ذلك أن الفكر الاستعماري ينتشر على نحو ما ويفتت اللحمة الفكرية والاجتماعية على نحو ما أيضاً؟ وأن هذه الأسئلة لا تأتي من فراغ؟ وأن من يفكر على هذا النحو يذهب بعيداً في الضياع أو الجهل أو النسيان أو التجاهل، أو أنه أصبح أداة حادة بيد عدو ما لا يريد للجزائر المستقلة خيراً وهو يقاتل أو قد يقاتل يوماً من أجل أهداف وهوية وتبعية ومصالح لم يستشهد الجزائريون ولم يقوموا بثورتهم من أجلها بل من أجل دحرها؟! وعلينا أن نسأل ونتساءل، ونحن نرى من يشعلون النار بأطراف ثوب الجزائر ليلبسوها ثوب الحداد من جديد: ماذا تفعلون، ومن أجل ماذا؟ من يقتل الجزائر وانتصارها ولماذا؟.. أياً كان ذاك فلماذا يفعل ذلك وفي الوطن فسحة للحوار؟! لماذا نقتل الجزائر الثورة، والمليون ونصف المليون شهيد الذين استشهدوا من أجل استعادة الاستقلال والحرية، لماذا نقتلهم من جديد في الوجدان الوطني والقومي والاسلامي والعالمي؟ لماذا ندمر الذاكرة ونشوه صورة الأداء الوطني الكبير الذي رفع اسم الجزائر وثورتها عالياً بين الأمم؟ ان الذي يفعل ذلك يحرق الوطن والشهداء من جديد، ويعيد الى الأذهان ما قام به الاستعمار في قالمة وسطيف من حرق للجزائريين وهم أحياء، فتلك أفران غاز استعمارية نسيناها وهي قبل الأفران النازية يجب أن يحاكم المسئولون عنها وكنا نحن العرب الجزائريين ضحاياها فلماذا ننسى؟!ومن يفعل ذلك يعيد الى الأذهان الجنرال الجهنمي كافانياك ومأساة قبيلتي بني رباح وبني صبيح الجزائريتين اللتين بعد ابادتهما وفرار بعض أفرادهما أو تفرقهم في القرى تم جمعهم وحرقهم أحياء وعددهم خمسمئة ضحية. ومن يفعل ذلك يبعث الرائد الفرنسي مونتانياك الذي كان يخفف قلقه وأرقه وهياجه اليومي بقطع رؤؤس العرب. أيها الجزائريون تذكروا جيداً لكي تفكروا جيداً، ولكي تعود الجزائر بيتاً لكل الجزائريين الذين يتربص بهم أعداؤهم الدوائر وقد يكون لهم أعداء من أنفسهم، فلا يسقط فريق منا في حفرة فريق، أو يسقط الوطن في الفخ المنصوب له وللأمة العربية كلها. فعزل الجزائر على هذا النحو وجعلها تغرق في جراحها وتلعق تلك الجراح يقصيها عن قضية العرب الكبرى فلسطين وعن دور مهم وكبير يمكن أن تقوم به حيال فلسطين، وهي صاحبة التجربة الكبيرة والدور النضالي الكبير في المقاومة والتحرير ومواجهة أنموذج من الاستعمار الاستيطاني والالحاق والمحو. فلتكن الجزائر اليوم ومن بعد هذا اليوم في ثوب الانتصار والبناء البهي، ولتعمل مع الجميع وفي مقدمتهم ليكون لشهداء فلسطين ولمقاومة الشعب الفلسطيني البطل انتصار واحتفال بالانتصار في الغد القريب، كما لشهداء الجزائر ومجاهديها وثورة شعبها الأبي نضال تعتز به اليوم بين الأمم، ونصر نحتفل به اليوم لأنه نصر للشعوب على الاستعمار ونصر للحرية على الاستعباد، يوم نقول به لرأس العدو الصهيوني الذي يقول اليوم: لا لفلسطين مستقلة ولا لدولة فلسطينية على جزء من الأرض، نقول له يوماً ما نقوله اليوم للرئيس جورج بيدو الذي قال «ان فرنسا ستبقى في الجزائر لأنها فرنسا ولأنها انسانية»، ان فرنسا لم تبق في الجزائر لأنها فرنسا ولأن الجزائر عربية ومسلمة وأكثر انسانية. ونقول لرأس الأفعى الصهيونية ذات يوم: نعم لدولة فلسطينية على كل فلسطين ولا للعنصرية والوحشية والنازية الجديدة ولاستعمار صهيوني ووجود صهيوني كريه في أرض العرب. وذاك يوم آت لا ريب فيه بعون الله


لتاريخ: 08 يوليو 2002 

 

(source : 
https://www.albayan.ae/opinions/2002-07-08-1.1337348 )

 

 

Publicité
Publicité
Commentaires
Présentation
Ce site, animé par le Collectif Algérie-Machreq, est consacré à la mémoire historique de la Nation arabo-musulmane, à l'intellectualité, la spiritualité, la culture, l'expérience révolutionnaire des peuples arabes. La Palestine sera à l'honneur. 


Publicité
Newsletter
Visiteurs
Depuis la création 444 545
Publicité