
لا يبعد موقف مالك بن نبي من التاريخ عن موقف الإبراهيمي، فهما متقاربان، ولكن ابن نبي أعطى التاريخ معنى أعمق وأوسع، فهو يقول: (كل شعب يجب أن يصنع تاريخه برسائلهالخاصة، وبأيديه ذاتها،) والتاريخ في أي مستوى من الحضارة يتم إنجازه إنما يمثل النشاط المشترك للأشياء والأشخاص والأفكار المتاحة في ذلك الحين بالذات، أي في نفس الأوان الذي يواكب عملية إنجازه ... من هنا يجب أن نحلل التاريخ إلى أجزائه الذرية: فالنشاط الفردي يمثل ضمن بعض الشروط المعينة (ذرة) من التاريخ، ويمكننا أن نمثله ضمن أكثر أشكاله بساطة، في صورة نشاط الصانع اليدوي المنكب على...
[Lire la suite]