19 août 2021
(Khaled Rustom) خالد محمد جزماتي حكايا من التاريخ السوري الى رجال ونساء اقليم بلاد الشام العربي
مقدمة : أثناء الثورة السورية الكبرى عام 1925 اعتقلت القوات الغرنسية أحد قادة الثورة المسيحيين أثناء احدى المعارك ، وساقته مخفورا الى التحقيق ، ولما عرف الضابط الفرنسي بأنه مسيحي ، أبدى للثائر الأسير تعجبه قائلا له : نحن نتفهم بأن المسلمين يقاتلوننا ونحن الفرنسيين مسيحيين مثلك فكيف تقاتلنا معهم ، فأجاب من فوره ، نقاتلكم كسوريين عرب ، وأنا عربي من بني غسان ....! فمن هو هذا القائد ؟
القائد عقلة القطامي أبو موسى ( 1889- 1953 )
وُلد القائد عقلة القطامي في قرية " خربا " وهو من مسيحيي جبل العرب ، عمل مزارعا في أرض والده سحوم القطامي ، ونجح في أعماله نجاعا جلب له الشهرة وتميز بالصدق والاستقامة ، ولقد اشترك مع أبناء الجبل في جميع النشاطات الوطنية ضد الاتحاديين الأتراك ثم الفرنسيين من بعدهم ، ولقد كان مناصرا للعهد العربي قبل دخول الجيش الفرنسي دمشق عام 1920 . وكان القطامي عضوا في الوفد المحلي الذي سافر الى بيروت لمقابلة الجنرال " سراي " من أجل عزل حاكم الجبل الضابط " كاربيه " الذي مارس على أهل الجبل أشد أنواع الظلم والاستبداد ، ولكن " سراي " استكبر ورفض مقابلة الوفد الذي عاد غاضبا خالي الوفاض ..وكان ذلك قبيل اعلان الثورة في صيف 1925 ..وكان عقلة القطامي من أقرب الأصدقاء الى الزعيم سلطان باشا الأطرش ، فهما صديقان حميمان ، وليس أدل غلى ذلك الا تلبية نداء الثورة والانخراط فيها من قبل عقلة القطامي ، وقد جند أنصاره من مسيحيي الجبل الذين أبلوا البلاء الحسن في جميع المعارك التي خاضوها ..ولقد ثابر على الوفاء للثورة ولقائدها ، فنزح معه الى الأردن بعد اخمادها ثم الى وادي السرحان في السعودية ، وهناك في الأردن والسعودية كان الأمين الحريص على أموال التبرعات التي تصله من مختلف الفعاليات والجهات الوطنية من مختلف المناطق الشامية ولقد تحدث المسؤول عن اللجنة المالية بمنفى وادي السرحان بالسعودية قائلا : كانت تأتي عقلة القطامي الحوالات والتبرعات للمنفيين فيوزعها بكل أمانة ، وفي احدى المرات أرسل البطريرك غوريغوريوس حداد الى عقلة القطامي أربعة اّلاف ليرة عثمانية من أجل الثوار المنفيين في الأردن والسعودية ، فقام بتوزيعها بكل أمانة ، وكان قد استلمها من التاجر " حمدي مكو " في عمان ....ولقد وفقه الله بزوجة وقفت الى جانبه في جميع مراحل حياته وهي السيدة " فرحة بنت عازر الحوابرة " من قريته " خربا " . وعندما عاد الى الجبل مع صديقه سلطان باشا الأطرش بعد العفو العام الذي صدر غب معاهدة عام 1936 ، تابع العمل متحالفا مع القوى الوطنية وبصحبة سلطان باشا الأطرش ، وتمخض نشاطه بفوزه بمقعد نيابي بدورة عام 1943 -- 1947 ..ولقد تم تكريمه عدة مرات ، وبعد انقضاء الدورة النيابية عاد الى موطنه في جبل العرب وكانت وفاته الى رحمة الله عام 1953 ...رحم الله الرجال الوطنيين النشامى صنّاع الاستقلال وطيب ثراهم .
(Facebook (24 janvier 2021)
Publicité
Publicité
Commentaires