Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
في سبيل العروبة الحضارية - Sur le chemin de l'arabité civilisationnelle
25 juin 2020

صورة الثورة الجزائرية عند شعراء الجمهورية العربية المتحدة (1958- 1961م), د.ابلالي أسماء/جامعة أدرار، الجزائر

 

RAU

 

مقدمة:

حظيت الثورة الجزائرية نوفمبر 1954م باهتمام وتأييد العديد من الشعراء العرب في مصر وسوريا الذين ترجموا موقفهم منها منذ اندلاعها من خلال شعرهم الحماسي الذي تناول جوانب عديدة من الثورة الجزائرية السياسي منه والاجتماعي وحتى الثقافي من أمثال: السوريين: “سليمان العيسى” و”نزار قباني” و”حسان عطوان” و”أحمد الرحبي” والمصريين “صلاح عبد الصبور” و “أحمد عبد المعطي حجازي” وغيرهم كثير من شعراء سوريا ومصر، فقد ألهبت الثورة الجزائرية الشعور العربي وفجرت قيم الحرية والاستقلال في نفوس أولئك الشعراء والعرب جميعا فكتبوا عنها واتخذوا منها رمزاً للإرادة العربية وللإنسان العربي، وتجلى ذلك أكثر بعد توحيد البلدين مصر وسوريا وتكتلهما في دولة الجمهورية العربية المتحدة عام 1958م [1] ، إذ بقيامها زاد تلاحم الأشقاء العرب في سوريا ومصر تجاه الثورة الجزائرية، التي رأوا فيها سبباً في تلاحمهم ووحدتهم، فكثرت الإشادة بها، وأبدع شعراء الجمهورية العربية المتحدة في تخليد ذكرى أبطالها وشعبها، وتتبعوا أحداثها بكل دقة منشدين في مختلف المناسبات والتظاهرات الوطنية والعالمية لها مفتخرين بثوارها الأباة، ونسعى من خلال هذا المقال البح ث عن صورة الثورة الجزائرية في الشعرين: السوري والمصري في الفترة (1958- 1961م) لاستنتاج العوامل التي أدت إلى تعاطف أولئك الشعراء معها، ومدى تأثيرها في نفوسهم ووعيهم القومي، وذلك بالإجابة على التساؤلات التالية: ما هي أهم تجليات الثورة الجزائرية في الشعرين المصري والسوري؟ وما هي أبرز الأحداث التي أثارت استلهامهم؟ وهل كان شِعرهم معبراً عن شعورهم القومي العربي نحو شقيقتهم الجزائر؟ أم أنه كان استجابة لشعور وعاطفة إنسانية اتجاه الجزائريين؟ وما الدور الذي لعبه شعرهم في دعم القضية الجزائرية أدبياً؟

 

RAU 1

وقد تطرق عدة باحثين جزائريين إلى إبراز الدور الذي لعبه شعراء مصر أو سوريا في دعم القضية الجزائرية على حدى دون التطرق للفترة موضوع الدراسة التي توحدت فيها مصر وسوريا في إطار الجمهورية العربية المتحدة، مثل “سعدي عثمان” في كتابه الثورة الجزائرية في الشعر السوري وهو من جزأين ، كما تطرق الباحث الوصيفي عبد الرحمن” إلى عرض دور بعض شعراء مصر في دعم الثورة الجزائرية في مقاله المعنون بـ “الثورة الجزائرية في الشعر العربي في مصر ، وغيرهما.

واتبعنا في دراستنا هذه المنهج التاريخي الوصفي وهو منهج مناسب في مثل هذه الدراسات لاستنتاج الظروف التي أحاطت بتضامن الأدباء العرب في مصر وسوريا مع الثورة الجزائرية ووصفهم لحالة شعبها آنذاك.

وللإجابة عن تساؤلات الإشكالية قسمنا المقال إلى ثلاثة عناصر أساسية هي:

أولاً: الثورة الجزائرية في الشعر السياسي السوري – المصري(1958- 1961م).

ثانياً: الثورة الجزائرية في الشعر الاجتماعي السوري – المصري(1958- 1961م).

ثالثاً: دور الشعراء السوريين والمصريين في دعم الثورة الجزائرية أدبياً(1958- 1961م).

أولاً: الثورة الجزائرية في الشعر السياسي السوري – المصري (1958 – 1962م).

تتوقف أهمية الثورات داخلياً على مدى تأثيرها الجماهيري الشامل وتعبئتها الوطنية وخارجياً على مدى صداها العالمي والتجاوب الدولي معها أخذاً بمحتواها وأهدافها وممارساتها ونتائجها، لا يمكن إلا تصنيف الثورة الجزائرية ضمن هذا المفهوم، فنتيجة لقوة قمع الاستعمار الفرنسي ومستوى التحدي الوطني الجزائري الشامل استقطبت حرب التحرير الجزائرية مساندة قوية وتأييداً عربياً متزايداً منذ اندلاعها غرّة نوفمبر 1954م.

فقد شكل الوطن العربي الركيزة الأساسية للدعم المادي والمعنوي للثورة الجزائرية، حيث وقفت مصر وسوريا إلى جانبها وأيدتاها معنوياً مثلما وقفتا معها مادّياً منذ اندلاعها سنة 1954م، على اعتبار أنها قضية عربية تستلزم الدعم، حتى أن “عبد الناصر” [2] رئيس مصر ورائد القومية العربية آنذاك، كان يرى أن تحقيق الوحدة العربية لا يمكن دون استقلال باقي الأقطار العربية التي تعتبر الجزائر واحدة منها، كما رأى ذلك الرئيس السوري الأسبق “شكري القوتلي” [3] الذي كان ينظر إلى القضية الجزائرية على أنها قضية سوريا وبالتالي الإمكانيات المعنوية والمادية السورية هي إمكانيات جزائرية [4] ؛ وبهذا راح الكتاب والشعراء العرب في البلدين يثيرون حماس حكوماتهم ويذكرونها بواجبها القومي نحو القضية الجزائرية التي تتبعوا أحداثها السياسية منذ اندلاعها، فقد كان الشاعر السوري “أحمد علي حسن” (ولد 1917م) يتابع أخبار الثورة الجزائرية باهتمام في الصحف السورية ويتألم لآلام الشعب الجزائري ويفرح لانتصاراته، معرباً بأن ما دفعه إلى ذلك هو أن ثورة الجزائر جزء من الثورة العربية ضد الطغيان والظلم الفرنسي الذي تعرضت له سوريا طيلة ربع قرن من (1920 – 1946م)، ومما قاله عن ثورة الجزائر قصيدة بعنوان “الجزائر الثائرة” بتاريخ 22 اكتوبر 1958م من أربعة وأربعين بيتاً جاء فيها:

سلاماً يا جزائر يا بلادي *** على ما فيك من ترف وخصب

ومرحى للبطولة والتحدي *** وللدّم في الثرى حرّ الصب

إلى أن قال متوعداً فرنسا:

مصير الغاصبين إلى خسارِ *** ورجع كل ذي سلب بسلب

سيلقى البغي مصرعه ويأوي *** إلى حرم التحرير كل شعب [5]

ولعل القصائد التي خلَّفها الشاعر السوري الكبير شاعر الثورة الجزائرية وصاحب الدواوين الشعرية عنها “سليمان العيسى” (1921- 2013م) الذي أنشد العديد من القصائد من عيون الشعر العربي الملتزم تمثل أصدق تعبيرٍ عن مدى تضامن الشعب العربي الشقيق في سوريا مع الثورة الجزائرية، إذ ترك لنا ديوانا شعريا ثريّاً عن الأخيرة يمكن إضافته إلى ديوان شاعر الثورة “مفدي زكريا” (الإلياذة)، فقد عايش الثورة منذ انطلاقها إلى أن كُللت بالظفر بالاستقلال، ومما أنشده فيها ما جاء في قصيدته “ملحمة الجزائر” التي جاءت في خمسة وستين بيتاً ألقاها بتاريخ 08 أفريل 1958م في مهرجان أقيم في مدينة “حلب” تأييداً للثورة الجزائرية متحسراً على عدم مشاركته فيها:

يا بلادي يا قصة الألم الجبار **** لم يَحْنِ رأسه للمجازرْ

إلى أن قال:

ألف عذر يا ساحة المجد *** يا أرضي التي لم أضمها يا جزائرْ

ألف عذر إذا غمست جناحي **** من بعيد بماحقات الزماجرْ

بيديك المصير فاقتلعي الليل *** وصوغيه دافق النور باهرْ [6]

ودعا الشاعر السوري “عيسى درويش” المولود بتاريخ 1941م الجزائر إلى الصمود حتى يتحقق النصر، لأن وراءها الجمهورية العربية المتحدة تؤيدها والعرب قاطبة فقال في قصيدته “نداء الجزائر” التي نظمها عام 1959م على الرغم من صغر سنه:

جزائري يا بركة دم شعبي الطاهر/ جزائري يا مهجة الأطفال والشبان الحرائر/ هات أغرق الأعداء في بحر الدماء الزاخر/ترعاك جمهورية في ظل عبد الناصر/ فاعبسي وزمجري والويل للمستعمر/ فاصبري وناضلي وقاتلي وصابري/ فالفجر بادٍ يلمع والعز آتٍ يقرع [7] .

وأشاد شعراء الجمهورية العربية المتحدة ببطولات الثورة الجزائرية، فقد أنشدوا لأبطالها مثل المناضلة “جميلة بوحيرد” [8] التي تعرضت لتعذيب وحشي على يد مظليي الجزائر العاصمة بقيادة العقيد “بيجار”، حيث أنشد لها الشاعر “سليمان العيسى” في قصيدة “جميلة بوحيرد الرمز” فقال:

يا قصة يَلُفُّهَا التاريخ والنضال/ برهبة الجلال/ فيصمت الخيال/ وتمُحي الألحان والخواطر/ وتقف الجزائر/ كقلعة شمَّاء تستعصي على الرياح [9] .

وغيرها من الأشعار التي نظمها الشاعر “سليمان العيسى” عن الثورة الجزائرية وأبطالها مثل: “زيغود يوسف” و”جميلة بوباشا” وغيرهما وظل “العيسى” ينشد للجزائر وأبطالها حتى بعد استقلالها عام 1962م.

كما أنشد لجميلة” الشاعر السوري “نزار قباني” (1923- 1998م) قصيدة من الشعر الحر بعنوان: “جميلة بوحيرد” قال في مطلعها:

الاسم: جميلة بوحيرد/ رقم الزنزانة: تسعونا/ والعمر: اثنان وعشرونا/ عينان كقنديليْ معبد/ والشعر العربي أسود/كالصيف، كشلال الأحزان/

وختمتها مستصغراً بطلة فرنسا “جان دراك” أمام بطولة “جميلة بوحيرد” التي ضربت للعالم أكبر مثال للتضحية والشجاعة في سبيل الوطن فقال.

امرأة دوخت الشمسا/ جرحت أبعاد الأبعاد/ ثائرة من جبال الأطلس/ يذكرها الليلك والنرجس/ يذكرها زهر الكبادِ../ ما أصغر (جان دراك) فرنسا / في جانب (جان دراك) بلادي … [10] .

وبدوره أنشد الشاعر السوري “شوقي بغدادي” لجميلة بوحيرد” وللمعذبين الجزائريين في السجون الفرنسية فجاء في قصيدته “جميلة تصلي” المستوحاة من أخبار التعذيب الوحشي الذي كان يمارسه الاستعمار الفرنسي على المناضلين الجزائريين المعتقلين وبينهم “جميلة” والحملة العالمية التي نشبت وقتها عام 1958م لمنع إعدامها تضامناً مع العرب وأحرار العالم أجمع مع القضية الجزائرية:

لو مت يا جميلة / فكيف يستطيع أن يحدق الرجال/ بعضهم في أعين بعض/ وكيف يا رائدة الجبال / سينبع الماء من الأرض/ لو متٍّ يا جميلة/ فكيف سوف نستحق أن نعيش [11] .

وأنشد شعراء مصر أيضاً عن “جميلة بوحيرد” رمز الصمود والفداء والبطولة العربية التي ألهبت شعراء الوطن العربي عامة، فكتب عنها الدكتور “أحمد هيكل”(1922 – 2006م) وزير الثقافة المصرية الأسبق يوم صدور حكم الإعدام ضدها قائلاً:

سوف تبقين قمة للبطولة *** وسيبقون بؤرة للرذيلة *** لقنيهم درساً *** في التسامي *** وفي معاني الرجولة *** وازحمي الشمس *** في السماء ضياء*** وأنظري نجمهم يلاقي أفوله *** لن تموتي *** لكن ستقضي فرنسا *** وسيشفي الأبي منها غليله! [12] .

وقال الشاعر المصري “نجيب سرور” (1932- 1978م) عن جميلة وهو يبدي ألمه وتحسره لعدم قدرته على مساعدتها في اليوم الذي كان مقرراً أن تعدم فيه:

غفرانك فالعين بصيرة/ وذراعي يا أختي قصيرة/ جد قصيرة/ والكف بها كلمات عزاء/ لا تجدي في يوم الجمعة/ غفرانك/ إني لا أملك إلا شعري/ وعذاباً ينهش في صدري [13] .

تمثل شعراء الخمسينيات وما بعدها “جميلة بوحيرد” رمزاً بطولياً خالداً، لمعايشتهم مأساتها، ومعاصرتهم وقائع معاناتها، فكانت لهم صورة بطولية صادقة يحتذونها لتحقيق طموحاتهم الشعبية التحررية وقناعتهم الاجتماعية والاقتصادية الاشتراكية، فسموها الأخت المناضلة، والرفيقة وما إليها من تسميات يُسْتَشَفُّ من أكثرها البعد الاشتراكي لذلك الجيل، فهي رمز السلام وقدوة الثوار.

وخلَّف المذيع والصحفي السوري “حسان عطوان” من مواليد 1943م عدداً كبيراً من الأشعار التي تدلُّ على تتبعه الدقيق لأحداث الثورة الجزائرية مثل: “كلمات لمجد الجزائر” صور لنا فيها النضال البطولي لأبناء الشعب الجزائري، فأنشد لديديوش مراد” وللعقيد “عميروش” (1936- 1959م) الذي أنشد فيه قصيدة عام 1960م عقب استشهاده في ديسمبر 1959م بعنوان “عميروش رعب الغابات” جاء فيها:

نعم “عميروش” الذي طالما مرّ بالليل كالبرق/ يحمل جيلاً من الغضب العربي/ ليضرب “سالان” …”جوهو” و”شال”/ كما الصقر كان/ يعاف الدنايا نقي الخصال/ ولكنه كان كالنار يحرق كل الذين استباحو الجزائر [14] .

وعن الأوراس رمز الصمود والبطولة ومعقل الثوار الأحرار سجل الشاعر السوري “أحمد الرحيبي”(ولد 1925م) الذي خلف عدة قصائد عمودية أنشدها في مناسبات مختلفة عن الثورة الجزائرية قصيدة في الإشادة بالأوراس جاءت بعنوان “سلام على الأوراس” من اثنين وأربعين بيتاً نظمها بمناسبة السنة السادسة للثورة الجزائرية (نوفمبر 1960م) جاء في مطلعها:

سلام على الأوراس من أمة العرب *** سلام على الثورة في ساحة الحرب

وفند ادعاء فرنسا في قولها أن الجزائر قطعة فرنسية فقال:

لقد زعموا أن الجزائر قطعة *** من أرض شقت عن فرنسا بلا ريب

وأن مياه الشلف من ماء سينها **** وأن جبال الونشريس من الألب

أكاذيب ذوق المنصفين يمجها *** فهل سجل التاريخ ما بلغ الكذب

متى كان أهل السين من أهل يعرب *** وكانت روابي الأطلسين من الغرب [15]

وصوَّر الشاعر المصري “محمود غنيم” (1901- 1972م) شجاعة الثوار الجزائريين في قصيدته “جبل أوراس” فقال:

جبل الجزائر أنت يا *** أوراس جبل المجازر

هل فيك شبر لم يخضـ*** به دم من جرح ثائر

مثلُ لعمري أنت للـ *** حرية الحمراء سائر [16]

وتغنى الشاعر السوري “أحمد علي سليمان” (ولد 1940م) أيضاً بالأوراس وأنشد فيه عدة قصائد كقصيدة “أوراس شامخة” وقصيدة “التنور” عام 1961م حيث قال في مطلع الأخيرة:

ولنا أوراس تنُور يفور / لهب يضيء الخافقين فيضي للخلد النسور/ حمم تلظَّى والسفوح الخضر بركان يثور [17] .

ألهبت الثورة الجزائرية الشعور العربي وفجرت قيم الحرية والاستقلال في نفوس العرب حتى أن شعب الجمهورية العربية المتحدة في مصر وسوريا كانوا يعتبرونها ثورتهم وأن أهلها هم أهلهم، وهذا ما عبر عنه شعراؤهم الذين تفاعلوا مع الثورة الجزائرية إيجاباً، فكتبوا عنها واتخذوا منها رمزاً للإرادة العربية وللإنسان العربي والباب الضخم العريض لتحرير سائر البلاد العربية المجزأة متمنين شرف المساهمة والمشاركة فيها من أمثال: “صلاح عبد الصبور”، “أحمد عبد المعطي حجازي” [18] ، “فتحي سعيد” ، “فاروق شوشة”، و”حسن فتح الباب” و”نجيب الكيلاني” والدكتور “أحمد هيكل” من مصر، ومن السوريين الشاعر السوري الصحفي “صابر فلحوط” من مواليد 1935م الذي أنشد للثورة الجزائرية شعراً حُرّاً عمودياً، ونشر أشعاره عنها في الصحف السورية وإذاعة دمشق طيلة فترة الثورة، وبعد استقلال الجزائر، والشاعرة “سنية صالح” من مواليد 1935م التي أنشدت للثورة الجزائرية في ديوانها المسمى “الزمان الضيق”، وغيرهم من شعراء سوريا ومصر الذين تعلق وُجدانهم بالثورة الجزائرية، مما فجَّر فيهم طاقة الشعر والإبداع، حيث قال “حسن فتح الباب” [19] في ذلك: «كان إدراكنا يمتزج ب مشاعر فياضة عاتية من الاعتزاز بأن الشعب الجزائري سوف ينتزع بالدم العزيز الغالي براثن الاستعمار وطناً عربياً ليأخذ مكانه من الوطن الكبير الأم».

وعند تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في 19 سبتمبر 1958م من القاهرة رحَّب بها الشعراء المصريون والسوريون على السواء، خاصة وأن إعلانها من القاهرة عاصمة الجمهورية العربية المتحدة قد زاد من تشجيع وتصميم الجزائريين في انتزاع حريتهم المسلوبة، فقد لقي خبر تأسيسها استجابة كبيرة لدى الأوساط العربية، لكونها نتاجاً وتتويجاً لبطولات جيش التحرير وجبهة التحرير الجزائرية واستجابة لأمنية الشعب الجزائري في استرجاع السيادة والاستقلال، كما لقي خبر تأسيسها صدىً واسعاً في مختلف دول العالم.

ولم يكتفي شعراء مصر وسوريا بالإشادة بثورة الجزائر وأبطالها بل تعدَّى نشاطهم إلى دعوة حكومتهم والجامعة العربية والمنظمات الدولية إلى ضرورة الوقوف إلى جانبها، وتأييد الشعب الجزائري في حقه الشرعي وهو (الاستقلال التام)، مذكرين الأمم المتحدة بواجباتها كمنظمة لحفظ الأمن والسلم في العالم وبميثاقها الذي يدعو إلى نبذ الحروب، مستغلين في نفس الوقت وجود مقر الجامعة العربية بالقاهرة لتحريك ضمائر العرب وحكوماتهم لصالح القضية الجزائرية، وفي هذا قال الشاعر السوري “محمد سعيد الكيلاني” (ولد 1926م) في قصيدته “ثورة الأحرار” موجهاً نداء لجمال عبد الناصر” رئيس الجمهورية العربية المتحدة لدعم الجزائر وجميع الشعوب العربية المستعمرة في ذلك الوقت فقال:

يا جمال العرب يا كعبتنا *** نحن جئناك وفي الثغر نداء

لا تقل لم تنطلق هدارة *** من شفاه الغيد أصوات الرجاء

ففلسطين تنادي أسفا *** وعمان العرب تستدعي الرثاء

وبأوراس ووهران دم *** نازف من إخوة ذاقوا البلاء [20]

موجهين أحياناً النقد واللوم للمنظمة الدولية لعدم تجاوبها مع إرادة الشعوب العربية فاستنكروا وشجبوا تغاضي الأمم المتحدة عما كان يجري في الجزائر، معلنين دعمهم الكامل للشعب الجزائري في سبيل حريته واستقلاله، معتبرين الثورة الجزائرية عاملاً فعالاً في تصفية الاستعمار من شمال إفريقيا وفي توحيد دوله العربية، وعاملاً فعالاً في دعم روابط التضامن والكفاح المشترك بين كافة الشعوب الإفريقية الأسيوية، وفي توطيد السلام العالمي.

فقد شجب الشاعر الدمشقي “محمد غالب زين الدين” ولد عام 1922م تغاضي الأمم المتحدة عن القضية الجزائرية وإصدارها لقرارات غير عادلة، مطمئناً الجزائريين بأن وراءهم “عبد الناصر” والشعوب العربية بأثرها في قصيدته “ثورة الجزائر” عام 1958م من سبعة وثلاثين بيتاً جاء فيها:

لبيكمو أسد العرين *** وراءكم أنصار ناصر

جدّوا ولا تهنوا فأنتم *** خير أهل الأرض ثائر

يا هيئة الأمم التي **** نصبت لتهدئة الخواطر

فمع الضعيف هزيلة *** ومع القوي أشد ناصر [21]

كما انتقدوا ممارسات السلطات الفرنسية وجيشها حيال الشعب الجزائري، فقد عبر الشاعر السوري “حسان عطوان” عن احتجاجه عمّا كان يقوم به جنرالات فرنسا في الجزائر “كشال موريس” و”ماسو” وغيرهما، فعن جرائم الأخير أنشد قصيدة عام 1960م من الشعر الحر بعنوان “رسالة احتجاج إلى الجنرال ماسو” الذي اشتهر بأعماله الوحشية الإجرامية ضد الجزائريين قال فيها واصفاً الجيش الفرنسي بالوحوش البشرية:

“ماسو” …/ لأن الظلام سيعقبه الصبح لا يهدؤون / ويبقون عبر السجون وليل المنا في صقورا/ ورغم ليالي العذاب المريرة أقوى من السوط والمقصلة/ لأنك تدرك معنى اندحار الوحوش بفيتنام أو في السويس [22] .

وتوعد الشاعر “نظر جابر” في قصيدته “صرح العروبة” التي ألقاها بمناسبة إحياء الذكرى السادسة للثورة الجزائرية (نوفمبر 1960م) فرنسا بقرب نهايتها وخروجها من الجزائر فقال:

مهلاً فرنسا بلا تيه ولا صلف *** فالدهر كأس على الأكوان دوار

لست الوصية على مالي وفي ولدي *** عرش الوصاية في الأوراس ينهار [23]

وندد الشاعر المصري “علي الجندي” (1909 -1973م) بالممارسات اللإنسانية التي كان يرتكبها جنود المظلات الفرنسيون في الجزائر على عهد “ديغول” (1958- 1962م) الذي اشتهر بتصعيد العمل العسكري ضد الثورة الجزائرية بتعيينه للجنرال “موريس شال” قائداً عاماً للقوات المسلحة في الجزائر، مع ممارسة التلاعب السياسي في نفس الوقت، فقال ناصحاً “ديغول” واصفاً إياه بأشنع الأوصاف:

قُل لديغول وبعض القول للمرضى شفاء/ كل يوم لك قول فيه لف والتواء/ وخطاب لست أدريه أزأرُ أم عواء/ تخلف الوعد وما الإخلاف دأب الشرفاء/ أنت عرقوب فرنسا والعراقيب سواء / أجوف كالطبل مشروخاً على بعض الهواء [24] .

وندد الشاعر المصري “محمد الأسمر” ببشاعة جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر أيضاً واصفاً فرنسا بدولة الطغيان مذكراً إياها بما فعلته في سوريا من جرائم فقال:

يا فرنسا أنت أطغى دولة *** بغيها دوَّى على الشرق دويَّا

يا فرنسا أنت وحش لم يزل*** بدم الناس على الشرق رَوِيَّا [25] .

وغيرها من الأشعار التي تنتقد سياسية فرنسا في الجزائر مما كان له الأثر في تهاوي سمعة فرنسا الدولية، نتيجة كشف حقائق جرائمها في الجزائر للشعب العربي في الجمهورية العربية المتحدة وخارجها، حيث أظهرت هذه الأشعار صورة الفرنسيين – دعاة الحرية – البشعة، وكشفت وجههم الإجرامي الحقيقي.

وجدت الثورة الجزائرية اهتماماً خاصاً من طرف شعراء سوريا ومصر الذين لم يعيشوا بعيداً عن واقع أمتهم العربية ومن بين مظاهر ذلك أنهم كانوا يشاركون في إحياء ذكراها السنوية (أول نوفمبر) هذه الذكرى التي كان يزداد معها التضامن العربي، حتى أصبح كما قال المناضل الليبي”الهادي ابراهيم المشيرقي” [26] : « حلول الفاتح من نوفمبر في كل عام مناسبة عزيزة على كل عربي…».

فبمناسبة الذكرى السابعة للثورة (نوفمبر 1961م) أنشد الشاعر السوري “أحمد الرحيبي”: قصيدته “لا تقولوا إنها في السادسة” من سبعة أبيات متغنياً ببطولات الثورة الجزائرية فقال:

لا تقولوا أنها في السادسة *** بلغت ثورة قومي السابعة

ثورة عملاقة شامخة **** ببطولات الكماة الرائعة

سوف تبقى علماً منتصباً *** فوق هامات النجوم اللامعة [27]

وعن لجوء فرنسا للمفاوضات مع “جبهة التحرير الوطني” سنة 1960م قال الشاعر السوري “خليل جعلوك” (ولد عام 1932م) في قصيدته “تحية الجزائر المناضلة” من خمسة وعشرين بيتا:

قل للفرنسيين اللئام … ورهطهم ***** لا بطش يرهبنا … ولا أرعادا

إلى أن قال:

فَنَحَوْتمو نحو التفاوض ذلة *** هل يبدل الحقد المقيت ودادا

لا الدار داركم ولستم أهلها *** لم تقربوا الآباء والأجدادا

فخذوا عصاكم وارحلوا عن أرضنا *** أَنْعِمْ بأرضي في الوجود بلادا [28]

وعند بدء محادثات إيفيان الأولى بين الجزائر وفرنسا عام 1961م عبَّر شعراء الجمهورية العربية المتحدة عن فرحتهم بقرب نهاية الاستعمار الفرنسي، ونيل الجزائر حريتها حيث أنشد الشاعر السوري “رشاد علي أديب”: عن المفاوضات وتمسك فرنسا بفصل الصحراء عن الجزائر في قصيدته “جبل الأوراس” من عشرين بيتا بتاريخ 20 ماي 1961م داعياً وفد جبهة التحرير إلى عدم الإذعان للشروط الفرنسية بالتنازل عن الصحراء فقال:

و(بإيفان) تلاقى معهم *** وجرى البحث لصلح وجبا

إلى أن قال:

وأرى القادة فيه اختلفوا *** وعصوا ديغول فيما طلبا

فخذوا استقلالكم والتمسوا *** وحدة في أرضكم لن تشبعا

واضمموا صحراءها الكبرى ولا *** تتركوها لفرنسا سلبا [29]

وعند الإعلان عن استقلال الجزائر في مارس 1962م أنشد الشاعر السوري ” رشاد علي أديب” عن المناسبة قصيدتين الأولى بعنوان “استقلال الجزائر” والثانية بعنوان “ظفر الجزائر” قال في الأخيرة:

صفقي يا جزائر اليوم بشرا **** واهزجي وابسمي محيا وثغرا

وامرحي نشوة وطيبي أريجا *** وازدهي في الدنى اختبالا وكبرا

فلقد حزت في كفاحك فوزا *** ولقد نِلْتِ في جهادك نصرا [30] .

وغيرهم من شعراء الجمهورية العربية المتحدة الذين غنوا للثورة الجزائرية في مختلف التظاهرات الشعبية والأدبية والفكرية وفي المنتديات والمهرجانات الشعرية والتجمعات الجماهيرية معبرين عن حبهم وتضامنهم مع الشعب الجزائري وعن إعجابهم بثورته العظيمة التي أعادت للأمة العربية عزها ومجدها وللعرب ثقتهم في أنفسهم متمنين المشاركة في صفوفها متغنين بانتصاراتها.

فقد كانت ثورة الجزائر المتنفس بالنسبة لهؤلاء الشعراء حيث وصف الشاعر “أحمد الرحبي” انطباعه عن الثورة الجزائرية قائلاً: [31] « إن القصائد التي نظمتها عن الثورة الجزائرية إنما هي تعبير عن انفعال عارم كان يجتاح النفس العربية حتى أعماق أعماقها، لقد كانت مشاعري في تلك الأيام الخالدة لا يمكن وصفها، إنها مشاعر الفخر والاعتزاز بهذه الثورة الجبّارة التي كانت تجسيداً لكل القيم التي آمن بها الشعب العربي، وتحقيقاً لكل الآمال التي كان يتطلع إليها، فلقد ردت إليه اعتباره، وأعادت إليه ثقته بنفسه، وثأرت لكرامته التي طالما مرّغها الاستعمار في الوحل».

فأشعارهم كلها تدخل في مضمار الدعم الأدبي والمعنوي للثورة الجزائرية، كما تدل دلالة واضحة أن الثورة الجزائرية كانت مُلْهِمةً للعديد من أبناء الوطن العربي، فجّرت فيهم طاقة الإبداع الشعري والتحرير النثري ونخوة العروبة.

ثانياً: الثورة الجزائرية في الشعر الاجتماعي السوري – المصري (1958- 1962م).

أكدت الثورة الجزائرية حضورها في نفوس الشعراء المصريين والسوريين وتجلى هذا في متابعتهم لأخبار شعبها ومعاناته، ونقلها إلى العالم بواسطة الكلمة والكتابة، مستعرضين رد الفعل الفرنسي من الثورة الجزائرية الذي تميز باستخدام القسوة والشدة حيال شعبها، فقد أعطى الشعر المصري – السوري الثورة الجزائرية اهتماماً كبيراً باعتبارها ثورة عربية إسلامية تهدف إلى التعبير عن آمال هذه الشعوب من المحيط إلى الخليج، وكان له دور فعال في تنبيه الرأي العام في البلدين إلى أبعاد الثورة الجزائرية، وحث الحكومات العربية على تقديم الدعم لها.

فتكلموا عن معاناة الشعب الجزائري، وأخبار الطلاب الجزائريين، وعن معاناة المرأة الجزائرية وطالبوا بضرورة تقديم المزيد من الدعم المادي (لباس، أدوية، غذاء…) للاجئين الجزائريين في تونس والمغرب ولكافة الشعب الجزائري داعين إياه لعدم التنازل عن حقه في تقرير المصير.

وفي هذا الشأن كتب الشاعر “سليمان العيسى” عن حال اللاجئين الجزائريين سنة 1961م قصيدة بعنوان “لم نَمُتْ بعد” تعبيراً عن حال اللاجئين الجزائريين الذين بلغ عددهم خلال هذا العام ما يربو عن نصف مليون لاجئ جلُّهم أطفال وشيوخ ونساء شرِّدوا من ديارهم وقُرَاهم فقال:

….في كل مكان يا مالك [32] / في كل مكان من أرضنا/ خيام … ولاجئون…./ خَيال الخيمة السوداء يرهقني/ كلسع السوط يسحقني…/ خيال الخرقة السوداء تصفرُّ حولها الريح/ وليس تحسها الريح [33] .

وأنشد الشاعر السوري “رضا صافي” (ولد 1907م) عن حال الجزائريين داعياً إلى الإسراع في تقديم الدعم لهم فقال في قصيدته “يا عرب هذا يومكم” التي أنشدها يوم 30 مارس 1958م بمناسبة يوم الجزائر لجمع التبرعات للثورة الجزائرية:

عجبا، أنام منعما *** وأخي على الأرزاء ساهر

وأعيش في ترف وتفرسـ****ه القوارس والهواجر

وأبيت في أمن ويمسـ****ي مستطار اللب حائر [34]

وفند الشاعر “سليمان العيسى” ادعاء فرنسا بأن الثورة الجزائرية هي ثورة خبز ناجمة عن سوء الأوضاع الاجتماعية للشعب الجزائري فقال في قصيدته “الثورة وكسرة الخبز”:

لم يخض جندياً الموت لكي يروي أوامه/ لم تجرد كسرة الخبز حسامه/ نحن تاريخ تحطم/ نحن عرض قد تثلم/ يا فرنسا/ نحن ثوار كرامة [35] .

ونقلت لنا الشاعرة السورية “فاطمة حداد”(ولدت 1919م) حال اليتيم الجزائري آنذاك الذي سُرِق منه أبوه في قصيدتها “ابن الشهيد الجزائري” فقالت:

أنا اليتيم ونار الشوق بي لأبي *** تنساب لاهبة يا حرقة اللهب

حمراء خضبت الأفاق حمرتها *** هبت منادية: للثأر يا عربي! [36]

وعن ضحايا حرب التحرير الذين فاق عددهم المليون شهيد، قال الشاعر المصري “محمد عبد العال” (ولد 1941م) داعياً أبناء وطنه إلى الانخراط في صفوف جيش التحرير الوطني:

فرنسا بالجزائر قد أبادت *** جموع الشعب بالبلد الحبيب

فماذا قد عزمتم أخبروني *** أريد الثأر هل من مستجيب؟

ولو تحصى ألوف من ضحايا *** يضيق الكون عن طفل وشيب [37]

ومما ساعد الشعراء في الجمهورية العربية المتحدة على نقل صورة وحال الشعب الجزائري الاجتماعي والثقافي – إضافة إلى الإعلام المسموع والمقروء – وجود جالية جزائرية معتبرة في مصر وسوريا (طلاب وعلماء ودبلوماسيين) عملوا على نقل ما يحدث في الجزائر إلى إخوانهم العرب بتنظيم الندوات أو المشاركة في المؤتمرات الدولية والعربية، فكانوا سفراء لبلدهم في البلدان العربية من أجل الحصول على مزيد من الدعم المادي والمعنوي للشعب الجزائري، فقد كانت لوزارة الشؤون الثقافية الجزائرية التابعة للحكومة المؤقتة مثلاً عدة أنشطة غير اهتمامها بشؤون الطلبة الجزائريين في المشرق العربي، كالمشاركة في المؤتمرات الأدبية والثقافية مثل مؤتمر شعراء العرب بدمشق الذي شارك فيه الشاعر الجزائري “صالح خرفي” [38] وغيرها من المؤتمرات في البلاد العربية الأخرى وخارجها؛ ومثَّل الطلبة الجزائريون في المشرق العربي الحكومة المؤقتة في جميع التظاهرات الثقافية، وألزموا أنفسهم في إقليم الجنوب (مصر) إحياء ذكرى الثورة الجزائرية في كل سنة باسم جبهة التحرير الوطني [39] .

وإلى جانب هذا وظف شعراء الجمهورية العربية المتحدة من مصريين وسوريين الإذاعة كوسيلة للتعبير عن تأييدهم الكامل للثورة الجزائرية والتضامن مع الشعب الجزائري، كما كانت منبراً لصب جامِّ غضبهم ونقمتهم على المحتل الفرنسي والدعوة لمحاربته ومقاطعته، واتخذوا من الصحافة المكتوبة – التي كانت أحد وسائل الدعم المعنوي أيضاً- وسيلة لنشر أشعارهم التي تدعو إلى مساندة الجزائريين وجمع التبرعات والإعانات لدعم كفاحهم، وحث الحكومات العربية على تقديم المساعدات للشعب الجزائري ومحاربة السياسة الفرنسية بكل أشكالها، كصحيفة روز اليوسف والأخبار والشعب بمصر وصحيفة “المنار”، وجريدة “النضال” وجريدة “البعث” بسوريا.

هذا ونجد منهم من ساهم في معركة إعادة بناء الجزائر التي قدموا إليها بعد الاستقلال كمعلمين وأساتذة مثل الشاعرين السوريين “أحمد علي سليمان” و”محمد بشير سالم” أين ساهموا في حملة التعريب عامي 1963 – 1964م، وتقوية روابط الأخوة الإسلامية العربية.

ثالثاً: دور الشعراء السوريين والمصريين في دعم الثورة الجزائرية أدبياً.

وقف الشعب العربي في سوريا ومصر إلى جانب الثورة الجزائرية معبرين عن تضامنهم مع القضية الجزائرية بالتأييد المطلق، نظراً لأن سوريا تعرضت لنفس الاستعمار الفرنسي وذاقت وَيْلَاتِهِ من (1920- 1946م)، كما تعرضت له مصر أيام العدوان الثلاثي عام 1956م .

وعزَّزَ هذا الموقف وجود جالية جزائرية بالجمهورية العربية المتحدة – كما ذكرنا – أكدت حضورها السياسي والثقافي، فلم تمنع الحدود الفاصلة بين البلدين سكان الجمهورية العربية المتحدة التضامن مع إخوانهم الجزائريين، إذ ظلت مظاهر التضامن والتآزر والتواصل قائمة وأخذت أبعاد النصرة الأخوية صبغتها العربية بتأثير واضح من قيادة الجمهورية العربية المتحدة.

فاستطاع شعراؤها من خلال شعرهم أن يحركوا ضمير شعبهم ويوقظوا في الأمة العربية الوعي القومي بضرورة مساندة الثورة الجزائرية ودعمها سياسياً ومادياً، حتى لقيت دعوتهم آذاناً صاغية في الكثير من المواقف التي ترجموها إلى أفعال بالكلمة والقلم، فكان تأثيرهم واضحا وكلمتهم بالغة في معناها، مساهمين في ذلك إلى جانب السياسيين والمنظمات النقابية والطلابية والنسائية وحكومة الجمهورية العربية المتحدة – وحتى بعد الانفصال عام 1961م – في دعم القضية الجزائرية شعارهم في ذلك “إن اختلفت الوسيلة فالغاية واحدة”.

إن تأييد شعراء سوريا ومصر الأدبي للثورة الجزائرية كان من منطلق الإيمان بعدالة القضية الجزائرية ودافع الأخوة العربية والإسلامية، فلا ينكر أي جزائري فضائل الأشقاء السوريين والمصريين على ثورتهم المسلحة، ويكفي أن نذكر ثورة الجزائر إلا وتذكرنا “ديوان الجزائر” لشاعر سوريا الكبير “سليمان العيسى” الذي مثلت الثورة الجزائرية وبطولاتها موضوعاً لأشعاره القومية في تلك الفترة، حتى أن الجزائر كرمته بعد الاستقلال، وأشعار “أحمد عبد المعطي حجازي” التي تنضاف إلى كتابات أدباء ومفكري سوريا ومصر مثل كتابات اللواء “بسام العسلي” والعماد “مصطفى طلاس” و”فتحي الديب” رجل المخابرات المصرية، التي أعطت صدىً للثورة الجزائرية داخلاً وخارجاً، مدفوعين في ذلك بشعور قومي واضح، وإحساس بانتماء كامل للوطن العربي فقد كان جُلُّ الشعراء في مصر وسوريا – على الرغم من اختلاف وجهات نظرهم السياسية والإيديولوجية – ينظرون إلى الثورة الجزائرية بأنها المثل والقدوة للنضال العربي في كل مكان ووجدوا فيها المناخ الملائم للتعبير عن قناعاتهم الفكرية الداعية للتحرر والوحدة العربية، خاصة بعد الوحدة التي تمت بين البلدين في فيفري 1958م، حيث زاد دع م الشعراء للثورة الجزائرية التي اعتبروها سبباً في وحدتهم، فأثارت الحماس في قلوبهم بإمكان توحيد جميع العرب في دولة واحدة حتى أصبح شعرهم سلاحاً معنوياً في وجه فرنسا التي جنَّدت كل الوسائل لعزل الثورة الجزائرية ببث الأخبار الكاذبة والهجوم المعاكس من خلال التصريحات التي تنشرها الصحافة الاستعمارية الموالية للمصلحة السيكولوجية للجيش الاستعماري.

فقد استغل شعراء سوريا ومصر كل فرصة للتظاهر أو الاجتماعات الأدبية لدعم الثورة الجزائرية أدبياً، فخلال انعقاد مؤتمر “التضامن الإفريقي الأسيوي” [40] (من 27 دسيمبر 1957م إلى جانفي 1958م) بالقاهرة المكمل لمؤتمر باندونغ والذي ضمَّ عدداً كبيراً من حركات التحرير والأحزاب والتنظيمات السياسية المختلفة من القارتين، دعا المؤتمر إلى مساندة الشعب الجزائري بتنظيم حملات إعلامية ومظاهرات شعبية في جميع البلاد المشتركة فيه لنصرة الجزائر، وتعبئة الرأي العالمي لمناهضة السياسة الاستعمارية والاعتراف بتقرير الجزائر لمصيرها، مع جعل يوم (30 مارس) من كل عام يوماً للتضامن مع الجزائر؛ واستجابة لهذه الدعوة راح الشعراء السوريون والمصريون يشاركون في تنظيم اللقاءات الأدبية وإحياء ذكرى الثورة الجزائرية بالأناشيد الحماسية التي تدعو إلى مساندة الجزائر مادياً ومعنوياً، ففي هذا كتب الشاعر: السوري “صلاح الدين كديمي” من مواليد سنة 1925م قصيدة عمودية ألقيت من إذاعة إقليم الشمال (سوريا) في افريل 1958م جاء في مطلعها:

صانك الله يا ديار الجزائر *** يا أجيجا من السيوف البواتر

إلى أن قال داعياً شعب إقليم الشمال إلى الإقبال على دعم الجزائر مادياً ومعنوياً:

أمة العرب خير قوم كريم *** ما عرفتم إلا بنيل المآثر

فتنادوا إلى العطاء كراما *** وابذلوا المال في سبيل الجزائر [41]

وعن نفس المناسبة أنشد الشاعر “رشاد علي أديب” في قصيدته “ثورة الجزائر” من ثمانية وأربعين بيتا بتاريخ 01 أفريل 1958م قائلاً:

يا بني العرب الأخاير *** لفتة نحو الجزائر

وأعينوها بمال **** وافر فالمال وافر

لا تضنوا بعطاء *** واملؤوها بالذخائر [42]

ودعا الشاعر السوري “رضا صافي” (ولد 1907م) في قصيدته “يا عرب هذا يومكم” التي أنشدها يوم 30 مارس 1958م -بمناسبة يوم الجزائر- العرب إلى بذل ما لديهم من مال لأجل ثورة الجزائر فقال:

لا دَرّ درّي إن تركت *** أخي تدور به الدوائر

بذل للدم الغالي فهل *** لي أن بخلت اليوم عاذر؟ [43]

داعين إلى مقاطعة فرنسا سياسياً واقتصادياً؛ وفي مصر بَثَّ الشاعر “محمد عبد العال” في نفوس الشباب والرجال الحَمِيَّةَ لنجدة الجزائر التي أضحت النسوة فيها مجاهدات فقال:

شباب العرب قد خرجت نساء *** لأخذ الثأر في الليل الرهيب

فماذا قد دهاكم عن حماها *** أبعد العرض نبغي من رغيب [44]

وغيرهم من شعراء مصر وسوريا كهاشم الرفاعي” (1935- 1996م) و”ابراهيم أحمد عبد الفتاح” (1909- 2005م) و”ياسين فرجاني”(ولد 1925م) الذين وظفوا شعرهم في مساندة القضية الجزائرية حتى انتصارها.

خاتمة:

تم التوصل من خلال هذه الدراسة إلى جملة من الاستنتاجات أهمها:

1- مثَّل شعر شعراء مصر وسوريا الذي كان متابعاً لأحداث الثورة الجزائرية منذ اندلاعها إلى غاية الاستقلال جزءاً من أرشيف الأخيرة، وجزء من بطولات وأعمال الشعب الجزائري التي لم يُتَح لها أن تُدَوَّن في الجزائر إبان تلك الفترة، فقد كان مرافقاً للقضية الجزائرية سياسياً وعسكرياً واجتماعياً وحتى ثقافياً ومتبنياً لمواقفها السياسية وداعماً لها في نفس الوقت ضد السياسة الاستعمارية المتطرفة، فقد احتلت القضية الجزائرية مكان الصدارة لدى الكتاب والشعراء في الجمهورية العربية المتحدة مما أدى إلى تعميق الوعي السياسي بأبعاد القضية الجزائرية لدى شعبها عامة.

2- أن ما خلفه شعراء الجمهورية العربية المتحدة في مصر وسوريا من أشعار أدبية يعكس إحساسهم ومشاعرهم الصادقة نحو إخوانهم في الجزائر في سبيل تحريرها بالكلمة المجاهدة والوقفة التضامنية، فكان هذا دليل وشاهد على ما حظيت به الثورة الجزائرية من زخم معرفي وتضامن جماهيري من أشقائها العرب على تباين إيديولوجياتهم واختلاف معتقداتهم، فهو جهد يضاف إلى دعم الشعوب العربية والأحرار والمثقفين في أوروبا وأمريكا للثورة الجزائرية، كما أنه يعتبر – إلى جانب كتابات صحفيي وأدباء الجمهورية العربية المتحدة – مصدراً مهماً للثورة الجزائرية أفادت الكثيرين من الباحثين.

3- كان لشعراء سوريا ومصر بصمة واضحة في دعم الجزائر معنوياً وأدبياً، وتجلَّى هذا بما خلفوه من كتابات وأشعار عن حرب التحرير الجزائرية، مثل أشعار الشاعر السوري الراحل “سليمان العيسى” التي ألهب بها قلوب شعب الـجمهورية العربية المتحدة، وأثار حماسهم من خلالها تجاه شقيقتهم الجزائر المحاربة، فقد كانت ديواناً آخر يضاف إلى ديوان شاعر الثورة الجزائرية “مفدي زكرياء”.

4- أسهم الشعر السوري والمصري في التعريف بالقضية الجزائرية على المستوى الداخلي باطلاع الشعب في الجمهورية العربية المتحدة بأخبار الثورة الجزائرية، وبالتالي تقديم الدعم لها، فقاموا بدور ريادي في معركة الشعب الجزائري لنيل استقلاله، من منطلق إيمانهم العميق بعدالة القضية الجزائرية التي هي قضية كل العرب أولاً وقبل كل شيء.

قائمة المصادر والمراجع :

أولاً: المصادر.

1- قباني نزار ، الأعمال السياسية الكاملة، ج3، منشورات نزار قباني، بيروت، د، ت، د، ط.

2- المدني أحمد توفيق، حياة كفاح ، ج3، مع ركب الثورة التحريرية، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1982، د،ط.

3- المشيرقي الهادي ابراهيم، قصتي مع ثورة المليون … شهيد ، دار الأمة، الجزائر، 2010، د، ط.

ثانياً: المراجع.

4- بصري مير، أعلام الوطنية والقومية العربية ، دار الحكمة، لندن، 1999، ط1.

5- بوصفصاف عبد الكريم وآخرون، معجم أعلام الجزائر في القرنين التاسع عشر والعشرين : ج2، دار الهدى، الجزائر، 2004، د، ط.

6- بوضربة عمر، “المشاركة الجزائرية في مؤتمر باندونغ 1955، حيثياتها وانعكاساتها على مسار تدويل المسألة الجزائرية”، مجلة البحوث التاريخية، المسيلة، ع01، مارس 2017.

7- بوقاسة فطيمة: جميلة بوحيرد الرمز الثوري في الشعر العربي المعاصر، مذكرة ماجستير في أدب الحركة الوطنية، إشراف: وغليسي يوسف: جامعة منتوري، كلية الآداب واللغات، السنة الجامعية: 2006/ 2007.

8- سعدي عثمان، الثورة الجزائرية في الشعر السوري ، ج2، دار الفجر، الجزائر، 2005، د، ط.

9- فوزي محمود، حكام مصر، عبد الناصر ، مركز الراية للنشر والإعلام، القاهرة، 1997، ط1.

10- لميش صالح: الدعم السوري لثورة التحرير الجزائرية 1954- 1962 ، دار بهاء للنشر والتوزيع، قسنطينة، 2013، ط2.

11- مجلة الثقافة، الوصيفي عبد الرحمن: “الثورة الجزائرية في الشعر العربي في مصر”، الجزائر، ع15، 1 جانفي 2007.

12- مجلة جامعة المدينة العالمية، مغاوري عبد الكريم: “صدى الثورة الجزائرية في الشعر المصري الحديث (دراسة موضوعية)”، ع22، اكتوبر 2017.

13- هلال عمار، نشاط الطلبة الجزائريين إبان حرب التحرير 1954، دار هومة، الجزائر، 2012، ط5.

الرابط الإلكتروني:

أحمد عبد المعطي حجازي – ويكبيديا الرابط

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D8%A8

تاريخ التصفح: 07/03/ 2020م.

 

 

[1] – قامت الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا على شكل وحدة اندماجية في 22 فيفري 1958م بين مصر وسوريا لإنقاذ الاخيرة من عدوان دول حلف بغداد (تركيا والعراق) والخطر الأمريكي – الإسرائيلي، وقسمت الجمهورية الوليدة إلى إقليمين: شمالي (سوريا) وجنوبي (مصر)، غير أن الوحدة لم تدم طويلاً حيث انهارت في 28 سبتمبر 1961م بانقلاب عسكري سوري قاده المقدم “عبد الكريم النحلاوي.

[2]جمال عبد الناصر: ولد في الإسكندرية عام 1918م، عمل بالعلمين والسودان ثم عُين مدرساً بالكلية الحربية، شارك في حرب فلسطين 1948م، شارك في ثورة الضباط الاحرار جويلية 1952م،وقع مع بريطانيا اتفاقية جلاء القوات البريطانية عن قاعدة القناة في جويلية 1954م، وفي 23 جويلية 1956م أنتخب رئيساً للجمهورية، أمم قناة السويس في 26 جويلية 1956م، تولى رئاسة الجمهورية العربية المتحدة التي قامت في فيفري 1958م إلى سبتمبر 1961م بالاتحاد بين مصر وسوريا، أصدر قرارات اشتراكية واسعة النطاق في جويلية 1961م، أسس الاتحاد القومي في ماي 1957م، ثم الاتحاد الاشتراكي في ماي 1962، ساند حركات التحرير الوطني في إفريقيا والبلاد العربية، له كتاب فلسفة الثورة، توفي يوم 28 سبتمبر 1970م، ينظر: فوزي محمود، حكام مصر، عبد الناصر ، مركز الراية للنشر والإعلام، القاهرة، 1997م، ط1، ص ص 6، 8.

[3]شكري القوتلي (1891- 1967م): أحد رواد القومية العربية نولد بدمشق سنة 1891م، انتخب رئيساً لسوريا مرتين 1943 و1955م عام 1943م اعتزل الرئاسة بعد قيام الجمهورية العربية المتحدة 1958م ودعاه “عبد الناصر” بالمواطن الأول، توفي في بيروت يوم 30 جوان 1967م، له مجموعة خطب ومذكرات، ينظر، بصري مير، أعلام الوطنية والقومية العربية، دار الحكمة، لندن، 1999، ط1، ص ص 207 -208.

[4] – لميش صالح: الدعم السوري لثورة التحرير الجزائرية 1954- 1962، دار بهاء للنشر والتوزيع، قسنطينة، 2013، ط2، ص ص 84- 85.

[5] – سعدي عثمان: الثورة الجزائرية في الشعر السوري، ج2، دار الفجر، الجزائر، 2005، د، ط، ص ص 20- 21.

[6] – سعدي عثمان، المرجع السابق، ص 143.

[7] – المرجع نفسه، ص 371.

[8]جميلة بوحيرد: مناضلة جزائرية ولدت عام 1935م بالجزائر العاصمة من عائلة وطنية ، انضمت إلى جبهة الترير الوطني عام 1956م قامت بعدة عمليات فدائية، ألقي عليها القبض يوم 9 افريل 1957م، تعرضت لتعذيب وحشي على يد المظليين، حكم عليها بالإعدام في 15 جويلية 1957م مع “جميلة بوعزة”، تعتبر مواطنة شرف في سوريا والعراق، كانت جميلة موضوع كتابات كثيرة شعراً ونثراً، كرمت في العديد من البلدان العربية بعد الاستقلال، أبت بعد الاستقلال المشاركة في الحياة السياسية في الجزائر، ينظر، بوقاسة فطيمة، جميلة بوحيرد الرمز الثوري في الشعر العربي المعاصر ، مذكرة ماجستير في أدب الحركة الوطنية، اشراف: وغليسي يوسف: جامعة منتوري، كلية الآداب واللغات، السنة الجامعية: 2006/ 2007، ص ص 72، 75.

[9] – سعدي عثمان: المرجع السابق، ص 191.

[10] – قباني نزار، الأعمال السياسية الكاملة، ج3، منشورات نزار قباني، بيروت، د، ت، د، ط، ص ص 51، 58

[11] – سعدي عثمان: المرجع السابق، ص 247.

[12] – مجلة الثقافة، الوصيفي عبد الرحمن، “الثورة الجزائرية في الشعر العربي في مصر”، ع15 ، الجزائر، 1 جانفي 2007، ص 91.

[13] – المرجع نفسه، ص 92.

[14] – سعدي عثمان: المرجع السابق، ص 50.

[15] – المرجع نفسه، ص 9.

[16] – مجلة جامعة المدينة العالمية، مغاوري عبد الكريم، صدى الثورة الجزائرية في الشعر المصري الحديث (دراسة موضوعية)” ، ع 22، اكتوبر 2017، ، ص 100.

[17] – سعدي عثمان: المرجع السابق، ص 30.

[18] – – أحمد عبد المعطي حجازي: شاعر وناقد مصري ولد عام 1935م بالمنوفية، أسهم في العديد من المؤتمرات الأدبية في كثير من العواصم العربية، ويعد من رواد حركة التجديد في الشعر العربي المعاصر، ترجمت مختارات قصائده إلى عدة لغات: الفرنسية والانجليزي و والاسبانية والروسية والايطالية والألمانية، متحصل على شهادة الدراسات المعمقة في الأدب العربي عام 1969م وجائزة الشعر الإفريقي عام 1996م وغيرها من الشهادات والجوائز، درس في فرنسا وعمل في تحرير جريدة الاهرام المصرية، من دواوينه: أوراس 1959م، دار العودة 1983م، أشجار الاسمنت، 1989، وعدة مؤلفات منها: سارق النار، حديث الثلاثاء ينظر، أحمد عبد المعطي حجازي – ويكبيديا الرابط/ https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D8%A8 تاريخ التصفح: 07/03/ 2020م.

[19] – مجلة الثقافة، الوصيفي عبد الرحمن، “الثورة الجزائرية في الشعر العربي في مصر”، المرجع السابق، ص 87.

[20] – سعدي عثمان، المرجع السابق، ص 501

[21] – المرجع نفسه، ص ص 528- 529.

[22] – المرجع نفسه، ص 53.

[23] – سعدي عثمان، المرجع السابق، ص 596.

[24] – مجلة جامعة المدينة العالمية، مغاوري عبد الكريم، “صدى الثورة الجزائرية في الشعر المصري الحديث “، المرجع السابق، ص ص 122- 123.

[25] – المرجع نفسه، ص 120.

[26] – المشيرقي الهادي ابراهيم، قصتي مع ثورة المليون … شهيد، دار الأمة، الجزائر، 2010، د، ط، ص 313.

[27] – سعدي عثمان، المرجع السابق، ص 11.

[28] – سعدي عثمان، المرجع السابق، ص ص 74- 75.

[29] – المرجع نفسه، ص 89.

[30] – المرجع نفسه، ص 91.

[31] – سعدي عثمان، المرجع السابق، ص 559.

[32] – يقصد الشاعر الجزائري “مالك حداد” (1927- 1978م) الذي التقى به الشاعر “سليمان العيسى” بدمشق خلال نفس السنة 1961م. ولد الشاعر والأديب الجزائري “مالك حداد” بقسنطينة، التحق بكلية الحقوق في فرنسا، اشتغل مع “كاتب ياسين” ثم انقطع للكتابة، تولى عدة مناصب منها مدير الثقافة بالجزائر العاصمة ما بين 1968- 1972م، اتسم موقفه من الثورة الجزائرية بالموقف المتفرج اليائس، توفي سنة 1978م من آثاره: الانطباع الأخير، التعاسة في خطر، سأهديك غزال، ينظر، بوصفصاف عبد الكريم وآخرون، معجم أعلام الجزائر في القرنين التاسع عشر والعشرين ، ج2، دار الهدى، الجزائر، 2004، د،ط، ص ص 53- 54.

[33] – سعدي عثمان، المرجع السابق، ص ص 168- 169.

[34] – سعدي عثمان، المرجع السابق، ص 104.

[35] – المرجع نفسه، ص 158.

[36] – المرجع نفسه، ص 386.

[37] – مجلة جامعة المدينة العالمية، مغاوري عبد الكريم، “صدى الثورة الجزائرية في الشعر المصري الحديث”، المرجع السابق، ص 116.

[38] – – المدني أحمد توفيق ، حياة كفاح ، ج3، مع ركب الثورة التحريرية، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1982م، د، ط، ص ص 489- 490.

[39] – هلال عمار، نشاط الطلبة الجزائريين إبان حرب التحرير 1954، دار هومة، الجزائر، 2012، ط5، ص 81.

[40]منظمة التضامن الإفريقي – الأسيوي: تم تأسيسها في 27 ديسمبر 1957 بمناسبة انعقاد مؤتمر القاهرة للتضامن الأفرو أسيوي، الذي أكد دعم نضال الشعوب المستعمرى في القارتين، بالإضافة إلى تبنيه للحياد الإيجابي، وبعد قيام الثورة الكوبية وانتصارها عام 1959م وقيام حركات ثورية في أمريكا اللاتينية، جرى توسيع نطاق المنظمة ليشمل بلدان أمريكا اللاتينية، تحت اسم “منظمة شعوب آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية”، ينظر، مجلة البحوث التاريخية، بوضربة عمر: “المشاركة الجزائرية في مؤتمر باندونغ 1955، حيثياتها وانعكاساتها على مسار تدويل المسألة الجزائرية “، المسيلة،ع01، مارس 2017، ص ص 21- 22.

[41] – سعدي عثمان، المرجع السابق، ص ص 290- 291.

[42] – المرجع نفسه، ص 87.

[43] – سعدي عثمان، المرجع السابق، ص 104.

[44] – مجلة جامعة المدينة العالمية، مغاوري عبد الكريم، “صدى الثورة الجزائرية في الشعر المصري الحديث”، المرجع السابق، ص 117.

 

مقال نشر في   مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 64   الصفحة 39.

https://jilrc.com/صورة-الثورة-الجزائرية-عند-شعراء-الجمه/

 

6208_111

Publicité
Publicité
Commentaires
Présentation
Ce site, animé par le Collectif Algérie-Machreq, est consacré à la mémoire historique de la Nation arabo-musulmane, à l'intellectualité, la spiritualité, la culture, l'expérience révolutionnaire des peuples arabes. La Palestine sera à l'honneur. 


Publicité
Newsletter
Visiteurs
Depuis la création 445 662
Publicité