9 août 2021
(دمشق) القضايا الاقتصادية والاستراتيجية, نصر شمالي
ما بين العامين ١٩٧٠ - ١٩٨٠ سيطرت الشركات المتعددة الجنسيات، العابرة للقارات والقوميات، على أسواق العالم عموماً، فهي صارت تسوق ٩٠ بالمئة من أهم السلع الأساسية، بما فيها تلك التي تصدرها بلدان الجنوب، وصارت الحكومات الاستعمارية تسيطر على معظم نصف التجارة الدولية الثاني، فإذا ما علمنا أن الدول الصناعية، الإمبريالية، هي الواجهات الرسمية للشركات المتعددة الجنسيات، وإذا ما علمنا أن الشركات هي الوجه الخفي، غير الرسمي، للدول الثرية، أدركنا مدى خطورة المأزق الذي وقعت فيه أمم العالم .. ومنذ ذلك التاريخ، أسفر النظام العالمي الفاسد عن وجهه الربوي الشايلوكي القبيح، فعلى سبيل المثال، كانت نسبة الصادرات العالمية، في الأعوام ١٩٥٠- ١٩٧٧، على النحو التالي :
- ٦٥ بالمئة كانت في قبضة البلدان الصناعية الرأسمالية .
- ٢٥ بالمئة من الصادرات العالمية الإجمالية كانت إسمياً لبلدان جنوب العالم .
- ١٠ بالمئة فقط لا غير كانت في يد الاتحاد السوفييتي والبلدان الاشتراكية بما فيها الصين .
فإذا ما أضفنا نسبة ال ٢٥ بالمئة، التي تخص إسمياً بلدان الجنوب، إلى ال ٦٥ بالمئة، التي تخص فعلياً بلدان الشمال الثرية، أصبحت سيطرة بلدان الشمال تشمل ٩٠ بالمئة من صادرات العالم عموماً .. لقد كانت البلدان الثرية والشركات الربوية، في ذلك التاريخ، تسترد أكثر من دولارين اثنين مقابل كل دولار واحد توظفه في الخارج، وبخاصة في جنوب العالم، أما الأميركيون، فكان لهم شأن آخر، حيث كانوا ينتزعون أكثر من أربعة دولارات مقابل توظيف كل دولار واحد، وقد استمرت هذه الوتيرة من النهب حتى العام ١٩٧٩' ثم بدأت تزداد ضراوة منذ العام ١٩٨٠، حيث المردود ارتفع أكثر فأكثر، إلى أن بلغ ٧ دولارات مقابل كل دولار واحد !
نصر شمالي - دمشق - مكرر
(source Facebook)
Publicité
Publicité
Commentaires