Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
في سبيل العروبة الحضارية - Sur le chemin de l'arabité civilisationnelle
21 août 2021

كتاب في سبيل البعث , خلدون جميل حدادين

Aflaq 2

مجموعة كتابات خطها قلم القائد المؤسس لحزب الأمة التأريخي حزب البعث العربي الاشتراكي الاستاذ المؤمن الكبير ميشيل عفلق في مراحل مبكرة من القرن الماضي .
يحوي ملامح نظرية الإنبعاث القومي ، و يحاول فيها رسم ملامح الطريق و ما هو السبيل للوصول إلى اهداف النهضة العربية .
أبرز الكتابات كان "عهد البطولة" وثروة الحياة ، وسلسلة من الكتابات التي غاصت في العمق القومي واقعاً وتطلعاً بإكتشاف ملامح الطريق المشروع للامة .
الباب الأول
أفكار وتأملات
- عهد البطولة
عَهد البطولة للقائد المؤسس رحمه الله 1935
...الآن تنطوي صفحة من تاريخ نهضتنا العربية
وصفحةُ جديدةٌ تبدأ ،
تنطوي صفحة الضعفاء الذين يقابلون مصائب الوطن بالبكاء وبأن يقولوا :
"لا حول ولا قوة إلا بالله " .
صفحة النفعيين الذين يملأوا جيوبهم ... ثم قالوا :
(لا داعي للعجلة ، كل شيءٍ يتم بالتطور البطيء ) .
صفحة الجبناء الذين يعترفون بفساد المجتمع.... إذا ما خلوا لأنفسهم حتى إذا خرجوا إلى الطريق كانوا أول من يطأطىء رأسه لهذه المفاسد .
وتبدأُ صفحةٌ جديدة ، صفحةُ الذين يجابهون المعضلات العامة ببرودة العقل ولهيب الإيمان ، ويجاهرون بأفكارهم ... ولو وقف ضدهم أهل الأرض جميعاً ، ويسيرون في الحياة عراة النفوس . هؤلاء هم الذين يفتتحون عهد البطولة .
عهدُ البطولة ... وأكادُ أقول عهد الطفولة ، لأن النشىء الذي يتأهب اليوم لدخولِ هذه المعركة ، له صدق الأطفال وصراحتهم ، فهو لا يفهم ما يسمُّونه سياسة (أي لعب ثلاثةورقات) ، ولا يصدق أن الحق يحتاج إلى براقع ، والقضية العادلة إلى تكتم وجمجمة . حياةُ هؤلاء ستكونُ خطّاً واضحاً مُسْتقيماً ... لا فرق بين باطنها وظاهرها ، ولا تناقض بين يومها وأمْسها ... فلا يقالُ عن أحدُهم : " ... انه سارق ولكنه يخدم وطنه " ولا يقودون في الصباح مظاهرة ، ويأكلون في المساء على مائدة الظالمين .
الصلابة في الرأي صفةٌ من أجل صفاتهم ( أي وليس لأي غرض انتهازي مكسبي ) ، فلا يقبلون في عقيدتهم هوادة ، ولا يعرفون المسايرة . فإذا رأوا الحق في جهة عادوا ( وقفوا ضد كل الجهات الأخرى ) (أي إذا كانوا على الحق )، وبدلاً من أن يَسْعوا لإرضاء كل الناس ، أغْضبوا كل من يعتقدون بخطئهِ وفساده . إنهم قساةٌ على أنفسهم ، قساة على غيرهم ، وإذا تبيّنوا الحق في مكان ، أنْكرَ من أجلهِ ، الأبن أباه ، وهجر الصديق صديقه .
... هؤلاء اليوم قليلون (1935) ... وربما أصبحوا في الغدِ أقل إذا اصطدموا بالمصاعب التي تنتظرهم ، ورأوا الويلات تنزل بهم ، واللعنات تنصبُّ عليهم ، ولكن المستقبل لهم لانهم يُفْصحون عن مشاعر ملايين الذين قص الظلم ألْسنتهم .
إنَّ الأسلحة التي تُهدِّدُ هذا النشىء كثيرة ، مختلفة ،... وثمّة سلاح أمضى من السجن والتعذيب ، هو سلاح البرودة ( أي عدم الاكتراث والاستهزاء) التي يقابله (كنشىء) بها بعض مواطنيه ، والإبتسامة الساخرة التي يجيبون بها على ندائهِ وحماسته ، إنهم سيقولون " دعوا هؤلاء الأطفال يلعبون بُرْهة من الزمان ويحاولون تناول القمر بأيديهم القصيرة (ذروة الاستهتار بهم كجاهلين ! ) إن الواقع كفيلٌ بإرجاعهم إلى العقل " .
ولكن واجب هذا النشىء ، أن تزيدهُ برودة مواطنيه .. غيرةً وإيماناً ، وأن يذكر، أن بقاء بلاده حتى الآن في تأخرها المُعيب ؛ هو من جراء هذه الإبتسامة الساخرة، التي يتسلّح بها الضعفاء ، كلما دعاهم الواجب واستيقظ في ضمائرهم صوت الحق .
ليست البطولة دائماً في المهاجمة ، بل قد تكون كذلك في الصبر ، والثبات ، وليست الشجاعة في محاربة العدو الظاهري فحسب ، بل إنما هي أيضاً – وعلى الأخص – محاربة العدو الباطني ، أي أن يُحارِب المرء في نفسه ، اليأس والفتور وحب الراحة .
في هذا العهد الجديد ، الذي بدأت تباشير صبحهِ تختلج في الأفق ، نريد أن تكون النهضة والأستيقاظ في عواطفنا الشريفة ومواهبنا العالية ... لا أن تنحصر اليقظة في عاطفة واحدة ضيّقة .
لم يعد يُرضينا أن نسمع أن ذلك الشخص وطني إذا لم يكن في الوقت نفسه إنسانيّاً ، عفيف النفس ، كريم الخلق ، فالعاطفة الوطنية إذا لم تكن مصحوبةً بهذهِ الصفات ، قد لا تكون غيرَ مجرد كرهٍ للأجنبي .
وهذه ليست غايتُنا . لسنا نطلب الاستقلال ... لننعزل عن بقية الشعوب ، و نُقيم سدّاً بيننا وبين الحضارة الإنسانية .
لسنا نصبو (أي نطمح) إلى الحرية لنعيش في الفوضى ، أو أن نَرْجِعَ إلى ظلام القرون الوسطى .
أننا نطلب الأستقلال والحرية ... لأنهما حقٌ وعدل قبل كلِّ شيء ، ولأنهما وسيلةً لإطلاق مواهبنا العالية وقوانا المُبدعة ، كيّما نُحقق على هذه البقعةمن الأرض التي هي بلادنا ؛ غايتنا وغايةكل إنسان – أي الإنسانية الكاملة .
- ثروة الحياة .
سأحاولُ في هذهِ الكلمة أن أُزيل شيئاً من سوء التفاهم الذي لا يزالُ يحول (أي يمنعُ) بين الشباب الثوري وبين العدد الأكبر من الشباب العربي ... إذا كان الشباب في هذه البلاد لم يأتِ إلينا بَعدْ ...بالسرعة واللهفة اللتين نُريدُهما ... فما الذنبُ كلّه يُلْقى عليه ؟
إننا حتى الآن ....لم نَعرفْ أن نُفصِح عن أفكارنا بوضوح ، ولا أجْهدنا أنفُسِنا الجهد الكافي ؛ لكي يكون كلامنا مفهوماً لدى الآخرين .
نعم إننا ثوريون ، ندعو لشكلٍ جديد من أشكال المجتمع ، نعتقدُ فيه الخير وتحقيق السعادة .
ولكن ، ألا يحقُّ للذين لم يهْتدوا بعد... إلى ما اهتدينا إليهِ ، ولا اطَّلعوا على الذي اطَّلعنا عليه، أن يسألوا :
" وما هي فضائلُ هذا الجديد الذي تقترحونه علينا ، اننا مستاؤون من القديم ، ولكن أيكْفي ذلك أن يورِّطنا من جديدٍ مجهول ؟ " .
أنهم على صواب ، وليت هذا الجديد كان مجهولاً عندهم ، إذن لأكتفينا بتعريفهِ إليهم ، ولكنهم يعرفونه معرفةً خاطئة ، مشبوهة ، وواجبُنا يقضي بأن نمحو هذه الشُبهات عن وجه الحقيقة .
ومن حسن الحظ ، أننا لسنا رجال سياسةٍ ، يختارون الشوارع والحفلات لينْشروا دعايتهم ، ويخاطبون العقل القاصر والشعور السطحي الفائر .
إن أحلامنا أصعب وأطماعنا ( أي ما نصبو إليه تطلعاً ) أبعد . لذلك أخترنا الكتابة طريقاً لِبثِّ أفكارنا ... وهي على عكس الخطابة ، تتوجّهُ إلى العقل الهادىء الرصين والعاطفة العميقة الصادقة ، وهذا ما يضمن لنا إنتباه الشبيبة المثقفة المُتحفِّزة لفهمِ الحقيقة وإعتناقها ، إذا آنستها ( أي حاولت الإقتراب منها وتفهُمها) في جهةٍ ما
ولكننا لم نعمل حتى الآن إلا على تخييب ظنها فينا . وهل يروي ظمأُ هذه الشبيبة أنْ نقْتصر على لعْنِ المجتمع البرجوازي ، والإشادة بذكرِ الفردوس الأرضي الذي نحلمُ بهِ ... حُلْمَ المؤمن بأطياف الجنة ؟
لو سُئِلتُ عن أسباب ميْلي للإشتراكية لأجبتُ :
" إنَّ ما أطمع بهِ منها ، ليس زيادة ً في ثروة المعامل .. بل في ثروة الحياة ، وليس همّي أن يتساوى الناسُ في توزيع الطعام .. بقدرِ ما يَهُمني أن يٌتاحُ لكلِّ فردٍ إطْلاق مواهبهُ وقواه ( أي الكامنة غير المُفعَّلة) .
وقد لا يرى العامل الرازح تحت بؤْسهِ في الإشتراكية ... إلا وعداً بأن يأخذَ ما هو محرومٌ منه ، ولكّني لا أنظرُ إليها أنا (شخصياً) ... إلا كعطاءٍ دائمٍ سَخيْ ، بأن نُعطي الحياة أضعافَ ما بذَلتهُ لنا .
حتى اليوم ، (في زمن كتابة الأفكار والتأمل 1936 ) ... نظرَ الناسُ إلى الحياة نظرة الكافر الجاحد ( أي الذي لا علاقة مع الله) ، لا نظرة المؤمن الواثق ... هم يستكثرونَ منها أقلَ شيءٍ ، لأنهم لم ينتظروا منها شيئاً ، على أنها أغنى مما يظنّون .
لستُ أصدِّقُ أن القرن الكامل من السنين يعْجزُ عن أنتاج أكثر من فردٍ أو فردين أو عشرة أفراد ؛ يليق أن يمثلوا الإنسانية ، وأن نقول في الواحد منهم ... هذا هو الإنسان (أي المرتجى في التطلع)
لقد طال الأمد على الناس ، وهم يعتقدونَ الحياة فرناً وحشياً هائلاً تُوقدُ فيهِ الملايين منهم لإستخراج حبة ذهب . وما أحراهم أن ينظروا إليها (أي الحياة) كحقلٍ واسعٍ مديد ، تتفتّحُ فيه الورود والأزهار من كل جانبٍ ... بشتّى الألوان والأشكال ( أي إنسانية القومية بين المجتمع الإنساني ) .
كان العربُ القدماء يعتقدون أنّ نفس القتيل الذي لم يُؤْخَذ بثأره ، تتحول بعد موته إلى طائر يحوم حول القبر صارخاً متوجعاً من عطشهِ المُحْرِق .. وكأن هذه حال ألوف النفوس تُوارى (تدفن) كل يوم في التراب قبل أن تُشْفي من الحياة ظمأها ، لأن أوضاع المجتمع حوَّلتها إلى حيواناتٍ ذليلة ٍ تَقْضي العُمْرَ خافضة الرأس إلى الأرض تبْحث عن لقُمتها ، بدلاً من أن تكون مخلوقاتٍ بشرية ، مشرئبة ( متطلعة ، نازعة ) نحو النور ؛ تمنحُ أحسنَ ما عندها .
أنّني أفكِّرُ لكل الذين يتملْملونَ في زوايا القبور من ثِقلِ الآمال التي لم يُتِحْ لهم المجتمع تحقيقها في الحياة ، ومن كنوز الخير والحب والحماسة ، التي بَقيتْ في قلوبهم وما تسنّى لهم إظارها واستخدامها ( أي حالة تفاعل مع لحِقها من ظلمِ عدم الإخْراج والاستخدام ) .
إنهم أشبه بشجرةٍ موْرِقة نَقطعُها ونُلْقيها في النار ... فتُزهر وهي تحترق .
إذا كنتُ أدعو إلى الإشتراكية ؛ فلكي لا تُحْرَم الحياة من مواهبِ هذهِ النفوس وقواها الدفينة وجهودِها الحُرَّة الخَصِبة .
ما نظرتُ إلى الإشتراكية في يومٍ من الأيام ، كواسطةٍ لأشباع الجياع وإلْباس العُراة فحسب ، ولا يُهمُني الجائع لمجردِ كونهُ جائعاً ، بل للممكنات الموجودة فيه ، التي يحولً (أي يمنع) الجوع دون ظهورِها ، ولا أرى الأكلُ غايةً له ، بل سبيلاً ليتحرّر من الضروريّات الحيوانيّة ... وينْصَرف إلى القيام بوظيفتهِ الإنسانية .
إن الذي يَظُنُّ الإشتراكية ديناً للشفقة ... مخطىءٌ أيّما خطأ ، وما نحنُ رُهْبانٌ نلوذ بالرحمة لِنُطمّئنَ وُجْداناً أقْلقهُ مرأى البؤس والشقاء حتى نُعَظّمَ في عيونِِ أنفُسَنا ، وننامَ هادئي البال .
أننا في دفاعنا عن الجماهير المحرومة ... لا نمنَحهُم صَدَقةً ، بل نطلُب ْ لهم حقّاً ، ولا يهُمّنا تخفيف البؤس ، إذا لم يكن ذلك لزيادةِ ثروة الحياة .
إذا سُئلتُ عن تعريف الإشتراكية ، فلن أنشدهُ في كُتُبِ ماركس ولينين ، وإنما أُجيب:
" إنها دينُ الحياة ، وظفرُ الحياةِ على الموت "
فهي، بِفَتْحِها بابَ العمل أمام الجميع ، وسماحِها لكلِّ مواهب البشر وفضائِلهم ، أن تتفتّحَ وتنطلقَ وتُسْتَخدم ، تحفظ مُلك الحياة للحياة ، ولا تُبقي للموتِ إلا الْلحم الجاف والعِظام النَخِرة " . التاريخ عام 1936 .
- الإيمان
إن الأساس لعملِنا ، ...الأساس الذي لا يتبدّل ولا يُسْتغْنى عنهُ هو (الإيمان) . والتفاؤل مظهرٌ بسيط من مظاهر الإيمان .
هذهِ نظرةٌ قد يعْتَبرها بعضهُم غيْبيّة ، ولكن الحياة بِرمتها تقومُ عليها مُنذ أنْ وجِدت الحياة الإنسانية . وإذا طُرِحت هذهِ النظرة جانباً ، لا يبقى تاريخ ولا يبقى إنسان .
ولو أعْطونا مُلك الأرض ، .. ولو أعطونا اليوم أو في أي وقتٍ ، الدولة العربية التي تتحقّقُ فيها أهداف البعث ، وقالوا: أن الإيمان مفقوداً من حياة البشر الذين يُكوِّنون هذه الدولة المُثلى ( أي الحلم المرتجى ) ، لقُلْنا : أننا نُفضِّلُ أن نبقى أمةً مجزأةً وأمةً مُسْتَعْمرة ومُسْتَغَلة ومُسْتَعْبَدة ... حتى نَصِل من خلال الآلام ، مِنْ خلال الصراع بيننا وبينَ قَدرِنا ، بيننا وبين أنْفُسِنا ، ... إلى اسْتكشاف حقيقتنا الأنسانية .
... هذا الإيمان ، لا يستطيعُ أحدٌ أن يَفْخر بأنهُ أوجدهُ وخلَقهُ ، هو في أعماق كل ُ إنسانٍ ، وقد شاء قدر أُمتنا وتراثِها وقيمَها الروحية وحقيقتها الإنسانية ، أن يُعبِّر هذا الإيمان عن نفسهِ بين مجموعة من الشباب ، كانوا (بصدق) أبْعَدَ ما يكونون عن السياسة ورخصُ السياسة : سمّوا بالخياليين والمثاليين ... والاطفال (أي لبراءَتهِم) ، ولكنهم في هذه المرحلة من حياة العرب ، مثّلوا ( أي جسّدوا تطبيقاً حياً ) على بعض أجزاء الأرض العربية ، حقيقة النضال ، وقُدْسيّة النضال ، ومثّلوا شيئاً أعْمقَ من حقيقةِ وقدسيّة النضال ، مثّلوا التفاني والتجرد ( العمومية في التطبيق ) وإنكار الذات ، والتواضع أمامَ الفكرة ، وأمام صوت الحق ( أي البيّن) ... وآلام الشعب .
هذا الإيمان ، لم يُقَلَّل من شأنهِ أن تكونَ تعْبيراتهُ ، لمْ تَبْلُغ ْبعد درجة النضج والوضوح الّلازمين له ، فثمّةَ فرقٌ بين المبدأ كروح ، وبين المبدأ كذهن .
فمبادىء حزبُ البعث العربي الإشتراكي ، كتعْبيراتٍ ذهنية ، هي بحاجةٍ إلى عملٍ طويل وإلى دراسة وبحث ، لكي ترتقي شيئاً فشيئا ، وتفيدُ من دراسات الأمم الأخرى ، ومن نتائج البحث العلمي ، والتجربة الذاتية وتجربة الآخرين .
إن طريقنا طويلةٌ وسوفَ يمرُّ عليها أفرادٌ وأجْيال ، لذلك يجبُ أن يَعْرِف السائرون على هذهِ الطريق "كلمة السر" التي تُبقي على صحة الطريق وإستقامته وأمانته ، وأن ينقلها كل فردٍ لآخر ، وكل جيلٍ لآخر .
عام 1943 .
عناوين متقدمة في الكتاب قبل الدخول إلى مفهوم الرسالة الخالدة في مواقع سالفة .
- العرب بين ماضيهم ومستقبلهم .
- قوميتُنا المٌتحررة أمام التفرقة الدينية والعنصرية .
- القومية العربية والنظرية القومية
- معالم القومية التقدمية .
إن علاقة الدين بالدولة ... التي تُثارُ الآن في سوريّا ، بمناسبة وضع الدستور الجديد ( الذي أعلن في 5 ايلول عام 1950 من موسوعة نضال البعث ، عشرة أجزاء ، الجزء الثاني )، هي من أهم القضايا القومية ، لا كما يُريدُ البعض أن يصوِِّرها بأنها مسألةتافهة . فهذه القضية تشمل شيئاً أوسع من عُلاقة الدين بالدولة ، وهو علاقة الأمة بماضيها وموقفها من مستقْبَلها ، كما أنها الأُسس الروحية والحقوقية ، ألتي تقومُ عليها القومية العربية في المستقبل .
أمّا الذين يُقَلّلون من شأنِ هذه القضية ، فالمُرجّح أنّهم يَقْصِدون فساد الأُسس التي يَبْني عليها دُعاة مزجُ الدين بالدولة ؛ نظريتهم ، وفساد الأساليب التي يلْجأون إليها لدعمِ هذه النظرية ، وسوء النوايا والأغراض السياسية والإجتماعية التي تُحرِّك بعض المُتزعمين لهذا الموقف ، أو بعض المناوئين له .
لِذلك وجبَ أن نتناول كلَ نقطة من نِقاط الموضوع ، ونوضِح حقيقتها الفكرية ونتائجها العملية ....القريبة والبعيدة ، في حياة الأمة العربية .
لماذا ظَهرت هذهِ المشكلة في سوريّا ، وماذا يعني ذلك ؟
لا شكّ أن قيام جمعية تأسيسية (أي سلطة تأسيسية ) لوضعِ دسْتورٍ جديد ، كانَ المناسبة لظهور هذه المشكلة ، ولا شكّ أن في وضعِ سوريّا السياسي الشاذ ، وما يُلابِسَهُ من إغراضٍ حزبية ومداخلاتٍ أجْنبية ، عاملاً كبيراً في إثارةِ هذه المشكلة وتوسيعها .
4 mai 2021
Publicité
Publicité
Commentaires
Présentation
Ce site, animé par le Collectif Algérie-Machreq, est consacré à la mémoire historique de la Nation arabo-musulmane, à l'intellectualité, la spiritualité, la culture, l'expérience révolutionnaire des peuples arabes. La Palestine sera à l'honneur. 


Publicité
Newsletter
Visiteurs
Depuis la création 445 337
Publicité