Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
في سبيل العروبة الحضارية - Sur le chemin de l'arabité civilisationnelle
9 septembre 2023

يوم كان هناك قائدٌ وطنيٌ عربيٌ كبيرٌ من سوريا يُتَرجمُ للعربية مالك حدّاد !، بقلم محمد طالب

سامي الجندي

مالك حدّاد (١٩٢٧-١٩٧٨) كان شاعرًا كبيرًا و كاتبًا؛ أو بالأحْرى كاتبًا-شاعرًا، لأنّ رواياتِه لمْ تكُنْ قويةً فقطْ بالمحتوياتِ التي كانَ يجُودُ بها ابنُ قسنطينة، و لكنْ كانت قويةً أيضًا بروحِ نثْرِه، الزّخَمُ الغنائيُ للْكلِمة. كاتبٌ-شاعرٌ، اللّغةُ الفرنسية كانت لغة عمله، و لم تكنْ يومًا لغةَ روحِه أو قلبِه. عكْسَ ماأكّدهُ كاتبٌ آخر، كاتب ياسين، الذي كانَ يعْتبِرُ اللّغةَ الفرنسية في الجزائر «غنيمةَ حرب»، مالك حدّاد كانَ يعْتبِرُها كمَنْفى. رواياتهُ كُتِبت إذًا باللُّغةِ الفرنسية، لكنْ عليْنا أن نكونَ قادرينَ (مُتمكِّنين) لإدْراكِ مدى قوةِ عروبتِها.
التلميذُ و الدرس هي روايته الثالثه، صدرت في (١٩٦٠) بعد الإنطباع الأخير (١٩٥٨)، سأهديك غزالة (١٩٥٩). لن أُلخّصَ هنا القصّةَ التي تضعُ في المُواجَهةِ طبيبًا جزائريًا، إيدير صالح، الذي وَضعَ آمالَهُ في اندماج-استيعابي لفرنسا الإسْتعمارية، و ابنته فضيلة، الواقِعة في حُبّ مُقاتِلٍ شابٍ من جيْش التحرير الوطني، عُمار....
فنيًّا، عملُ مالك حدّاد هو عملٌ باللغة الفرنسية لكن مُشَبّعٌ بالعُروبة، و كانَ منَ الطّبيعي جِدًا أنْ يتمكّنَ القارئُ العربيُّ من الولوجِ إليه. و لذلك فمن المُثير أن نسْتقرئ التّرجمة العربية، و أن نقدِّمَ المُترْجِم. سآخذ مثالًا واحدًا ألا و هو "التلميذ و الدرس". مترجمُه هو سوريٌّ، سامي الجندي...للأسف، إختفى إسمُه من الضمير العربي المعاصر، بيْدَ أنه كان من أبرز المثقفين القوميين العرب في سوريا لسنوات ١٩٥٠ و ١٩٦٠، مناضل لا يَكِلّ من أجل الوحدة العربية
وُلِدَ في ١٩٢١، بالسّلمية، مدينةٌ سوريةٌ تقعُ على نحو ٣٣ كيلومترًا جنوب-شرق حماة، من عائلةٍ مُتعلّمةٍ، سيُزاوِلُ دراساتِه في الطّب، بجامعةِ دِمشْق، لِيتَحصّلَ في ١٩٤٤ على شهادتِه ليُصْبِحَ طبيبَ أسنان. فتحَ عيادةً طبية. إلتحقَ بسرعةٍ بمُختلف أطْياف القومية الثّورية العربية : تيار زكي الأرسوزي، تيار أحمد ميشال عفلق و تيار صلاح البيطار. سيُصبِحُ أحَدَ قادةِ حزب البعث العربي الإشتراكي (حزبُ البعث).
بعْدَ ثورةِ «الضباط الأحرار» بمصر، في جويلية ١٩٥٢، تقرّب من التّيار النّاصري. في الواقع، جلُّ حياته السّياسية ستسعى لتقوية الروابط بين مُختلف توجهات القومية العربية. بالنّسبةِ إليه، كان من المستحيل تحقيق وحدة عربيةٍ إذا لم يجتمع (يتحد) الوطنيون العرب ذاتهم. تقلّدَ مسؤولياتٍ كبيرة داخل الجمهورية العربية المتحدة (مصر و سوريا)، بأن أن أصبح عضوًا في مجلس الأُمّة. لكن هذه التجربة ستفشل، لأنّه في ١٩٦١، قامت عناصر من الجيش السوري «الإنفصاليون» بنسْفِ (تفجير) الجمهورية العربية المتّحدة بإخراج سوريا منها. في شهر أوت من سنة ١٩٦٣، أصبح سامي الجندي وزيرًا للإعلام، الثقافة و الإرشاد القومي، في حكومة صلاح البيطار. في ١٩٦٤، سيُصبِح سفير سوريا لدى فرنسا. لأسباب شتّى، إلتحقَ بالمعارضة لنظام الحكم السياسي السوري سنة ١٩٦٩، و استقر ببيروت في لبنان. نعلمُ أنّهُ كان ينتقدُ بضراوةٍ وضْع اليد (استحواذ) الأقلية العلوية على جهاز الدولة عازِلةً بذلك الدولة عن الأغلبية العربية السُّنيّة، مُفْرِغةً مِثاليةَ العروبةِ من معناها، بالرّغم من الدعاية....في ١٩٨٢، بعد الإجتياح الإسرائيلي للبنان، عادَ إلى سلّمية و ظل بها حتى وافته المنية. له عدة مؤلفات مثل (صديقي إلياس، بيروت، ١٩٦٩)، (البعث، بيروت، ١٩٦٩)، (أتحدى و أتهم، بيروت، ١٩٦٩). في سجله العديد من الترجمات الأدبية بالعربية مثل (غابرييل غارسيا ماركيز، أو إيزابيل الليندي). توفي في ١٤ ديسمبر ١٩٩٥، في مسقط رأسه، سلمية. أسكنه الله فسيح جناته.
هذا غيْضٌ من فيْض لما كان عليْهِ مُترجِمُ مالك حدّاد
Publicité
Publicité
Commentaires
Présentation
Ce site, animé par le Collectif Algérie-Machreq, est consacré à la mémoire historique de la Nation arabo-musulmane, à l'intellectualité, la spiritualité, la culture, l'expérience révolutionnaire des peuples arabes. La Palestine sera à l'honneur. 


Publicité
Newsletter
Visiteurs
Depuis la création 445 232
Publicité