Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
في سبيل العروبة الحضارية - Sur le chemin de l'arabité civilisationnelle
4 octobre 2021

صدام حسين … قائدا ومفكرا ومناضلا الرفيق الدكتور إلياس فرح

alyas_farah2

عندما تتحرر مدينة عراقية ويهدى هذا التحرير للأمة العربية ويتم هذا التحرير في شهر مبارك هو أحد رموز العرب الوحدوية فمعنى ذلك أن تاريخ الأمة وتراثها يسكنان هذه الأرض وينبعثان مع روح الأمة بعد أن تحول العراق الى جواب تاريخي على التحديات المصيرية والى حالة إنبعاثية تجمع الى الإقتدار على دفع الأخطار وصد العدوان عن الأمة والأرض العربية ؛ القدرة على تجسيد وحدة النضال العربي سواء في دعم الإنتفاضة الرائعة للشعب العربي في فلسطين أو دعم السودان في تصديه للمخاطر التي تتعرض لها وحدة أراضيه وسيادته وخياره الديمقراطي أو إذكاء شعلة الأمل والثقة وإرادة النهضة في الأمة على إمتداد وطنها الكبير 

فملاحم العراق البطولية وإنتصاراته التاريخية هي ثمرة إنبعاث وحالة إنبعاثية نهض بتحقيقها شعب عريق في النضال والحضارة هو شعب العراق طليعة الأمة العربية . وقادها حزب متمرس بالنضال وبالمواجهة الحاسمة الدائمة للتحديات هو حزب البعث في العراق طليعة البعث والنهضة القومية وحركتها التاريخية . وكلاهما الشعب والحزب قد توحدا وتجسدا في شخصية قائد مفكر مناضل إستطاع أن يبني جبل النار الذي تكلم عنه عمر ابن الخطاب في وجه الشعوبية لتحترق بأحقادها وليرتد عليها عدوانها الأثيم وبغيها وتتحطم أحلامها التوسعية العنصرية .
فإذا كان التاريخ المعاصر لأمتنا قد كان على موعد مع عام 1935 عندما بشر فكر البعث بعهد البطولة ؛ ومع عام 1936 عندما عبر عن فهمه الإنساني الحضاري للإشتراكية من خلال ثورة الحياة . فإن التاريخ المعاصر للأمة العربية كان على موعد مع عام 1937 عندما ولد البطل الذي سيفتتح عهدا جديدا للبطولة وسيفجر أعمق ما في حياة هذا القطر من ثروات نضالية … الرفيق صدام حسين المناضل والمفكر والقائد التاريخي 


مولد البعث ومولد القائد 
في كلمته في الذكرى 41 لتأسيس البعث يقول الرفيق القائد المؤسس ميشيل عفلق : (( إن تجربة الحزب في العراق قد تميزت منذ بدايتها بعنصر جديد كان مفاجأة سارة وبشارة واعدة للبعثيين ولشعب العراق هو عنصر الصفات القيادية الفذة والتفوق الواضح الذي إتسم به الرفيق صدام حسين …)) .
ويبرز الرفيق القائد المؤسس هذه العلاقة الجدلية علاقة الترابط والتلازم والتكامل بين الحزب والشعب والرفيق القائد صدام حسين بالقول : (( كان للحزب ولنضاله ولتجربته الغنية الملهمة دوره الأساسي في توفير الشروط الموضوعية الضرورية لتنمية هذه الصفات القيادية وتطويرها وتفجير طاقاتها المبدعة كما إستطاع الرفيق صدام حسين أن يخلق الشروط المطورة للحزب لرفعه الى مستوى نوعي جديد من الوعي والتربية والإنجاز العملي .))
فكانت حصيلة هذه العلاقة الخلاقة بين حزب نشأ من معاناة ومن آلام الشعب ومن طموحاته الكبرى وبين قائده التاريخي أن الدور التاريخي لهذا القائد قد تمثل بالدرجة الأولى كما يقول القائد المؤسس : (( في إستنفار كل طاقات الشعب وإطلاقها وفي إيقاظ إستعداداته العميقة للتقدم والتفوق وفي تجسيد القدرة للشعب بقيادته الشجاعة وفي التجاوب الشعبي الشامل الذي جاء حصيلة التفاعل الخلاق والمشاركة في البطولة )) .
وقد وصف الرفيق القائد المؤسس هذه الحالة المتميزة الحالة الشعبية النهضوية التي يتوحد فيها القائد والشعب والتي برهنت من خلال ملاحم القتال والإنتصار على العدوان عن نجاحها في بناء الإنسان الجديد والمجتمع البطولي الحضاري فقال : (( إنها حالة جديدة من أبرز ملامحها أن يكون على رأس الدولة مناضل محتفظ بصفاء الروح النضالية مثلما هو متميز بالوضوح الفكري وبالعمق …)) .
إن هذه العبارات التي تصف الرفيق القائد صدام حسين لا تطلق أحكاما عامة كما يؤكد الرفيق القائد المؤسس في كلمات السابع من نيسان على إمتداد السنوات الأخيرة عندما يتحدث عن رفيقه القائد صدام حسين بل إنها وصف وتحليل لحالة خاصة لحالة بطولية من طراز خاص تميز قيادة الرفيق القائد صدام حسين وأول مميزات هذه الحالة هي الجمع بين سمات القيادة والفكر والنضال .
وفي أرض البطولة في البصرة يأتي الكلام عن هذه الحالة ليضعها في إطارها الحي المعبر عن حقائق معجونة بالدمّ متألقة بالنصر تمتد الى الفاو وتفيض على العراق لتلتقي بغزة وتعلن أن لهذه الحالة الإنبعاثية بعدها القومي الشامل وقائدها وبطلها القومي الرفيق القائد المفكر المناضل صدام حسين .
إن الشعور الذي يصاحب الإنسان عندما يقترب من الموجودات الكبرى في الطبيعة ومن الآثار العظمى في التاريخ ومن الإنجازات الإجتماعية الضخمة هو الشعور بالروعة لأنها جميعها تمتلك آفاقا لا تحدها بسهولة ؛ إنها تشعرنا وكأننا جزء منها وكأنها تحيط بنا وتتملكنا وتأسرنا بروعتها .. هكذا هو الأمر عندما تقف أمام البحر المحيط والجبال الشاهقة والمدن التاريخية والثورات التي جاءت بالحضارات .. وهو الشعور نفسه يتملك عندما تمتلئ نفسك بنشوة إنتصار تاريخي حاسم ؛ ولكنك عندما تكون أمام حقيقة إنسانية جامعة لهذه الأبعاد كلها أمام شخصية بطولية حضارية تاريخية قريبة منك الى حد الإتحاد بها بعيدة عن إستيعابك الى حد اللامتناهي .. فإنك لا شك تكون أسير جملة من المشاعر تجمع بين الروعة والإنبهار ؛ عاطفة الحب والتقدير والإعجاب والحالة الوجدانية الصميمية التي تمنحك الشعور بالمشاركة ولو كانت جزئية في تحقيق عمل تاريخي إنساني معه .
لذلك فنحن عندما نتكلم عن الرفيق القائد صدام حسين ننطلق من ثلاث منطلقات متكاملة :
-1- منطلق العاطفة التي تشدنا إليه وتوحدنا به .
-2- المنطلق الموضوعي الذي يستقل عن ذواتنا .
-3- منطلق المسؤولية التاريخية الذي يجمعنا به علة مستوى العمل التاريخي .
فالحب الذي يربطنا بالرفيق القائد صدام حسين هو دليلنا لتحليل دوره التاريخي وإستخلاص معاني هذا الدور على مستوى القطر والحزب والأمة ؛ وكلا المنطلقين العاطفي والعقلاني هما الأساس في تحديد الطبيعة التاريخية لهذه العلاقة الإنسانية . وكما أن الصلة العاطفية وحدها تجزئ هذه العلاقة وتفقرها كذلك فإن الصلة التي تقررها العلاقة الموضوعية والفهم العقلاني المجرد تبقى صلة آلية غير عضوية تفتقر الى البعد الإنساني والبعد الروحي لهذه العلاقة … أما لصلة التي تحققها المشاركة الخلاقة في صنع المسيرة التاريخية وبناء الحياة الجديدة فهي لا يمكن أن تتكون بعيدة عن الوحدة بين البعدين العاطفي والعقلاني . وبهذا المنهج نفسه فهم البعث الرموز الخالدة للتاريخ العربي وأستطاع أن يقدم رموزا جديدة .
وعندما ندقق في كلمات السابع من نيسان التي تطل علينا كل عام مع ذكرى تأسيس حزبنا العظيم ؛ نتبين أن عاطفة الرفيق القائد المؤسس تتكامل مع تحليله الموضوعي لدور الرفيق القائد صدام حسين ؛ومن موقع المشاركة في بناء هذا الصرح التاريخي الذي هو الحزب ؛ فتشكل بذلك إضاءة حية لشخصيته الأصيلة نستطيع من خلالها أن نستجلي السمات الأساسية لهذه الشخصية الجامعة والموحدة للفكر والنضال والتي إستطاعت بهذا الجمع والتوحيد بينهما أن ترتقي الى مستوى الشخصيات البطولية التاريخية النادرة .
فالرفيق القائد المؤسس يصف الرفيق صدام حسين بالأوصاف التالية : (1) (( قائد تاريخي حسم بإنتصاراته خيار النهضة العربية فحفظ للأمة شخصيتها وكيانها الموحد وطريقها المستقلّ )) . فالوصف بأنه قائد تاريخي هنا مرتبط بإنجاز تاريخي وهو حسم خيار النهضة العربية الذي كان مهددا بالعدوان الشعوبي الإيراني المتحالف مع المخطط الصهيوني ؛ فهو قائد تاريخي لأنه إمتلك السمات التي تؤهله لهذا الدور فحمى الأمة من مؤامرة تاريخية وجسد في موقفه من التحدي الشعوبي الشعور بالمسؤولية التاريخية وإرادة التحدي التاريخية والبطولة الحضارية ىالتي ردت عن الأمة وعن العالم موجة همجية معادية للحضارة .. إقرأ له عام 1974 في حديثه الى الصحفيين العرب  المنطلقات – صفحة 34) .
ثم يصفه القائد المؤسس بأنه : (( قائد بعثي يحمل خصوصية البعث المتمثلة بالجمع بين فضائل الصدق والصلة القومية بالأمة وبتاريخ الأمة والصلة الوجدانية بالشعب والمبدئية المتمثلة بالفكرة القومية الإشتراكية المتصلة يالتراث الروحي للأمة ..)) . فهو إذن قائد (منتم) يشكل جزءا من حركة تاريخية تكون في ظلها فهو جزء من فكرة ومن تنظيم ومن مسيرة نضالية .. إنه قائد ( عضوي) وليس قائدا صنعته العفوية والصدفة والظروف .. إنه بناء نضالي وولادة من قلب الضرورة وإلتقاء مصيري بقدر الأمة لذلك فقد وضع كل شخصيته في النضال الى أن أصبح النضال جزءا من شخصيته القيادية التي تفتحت أبعادها الفكرية والتاريخية من خلال معارك النضال والكفاح والبناء والإبداع .
ويصفه القائد المؤسس أيضا : (( بالتفرد في الكفاءة الفكرية والقدرات التنظيمية والحكمة العملية والصلة الحميمة بالشعب ..)) ومثل هذه الصفات لا تتجمع وتتكامل إلا لقائد إمتلك الى جانب العبقرية الفردية عضوية العلاقة بالمؤسسة الثورية التي أنضجتها مرحلة تطور النهضة العربية والتي تقود جماهير الأمة .
(( فالجمع والتوحيد بين فضائل نادرة وفي مقدمتها تجسيد قيم البعث الفكرية والخلقية تجسيدا حيا وبمستوى تاريخي ..)) إن ذلك لا يمكن أن يتوفر إلا لقائد من نوع متميز بمستوى جديد من العمل القيادي .
فالرفيق صدام حسين كما يقول القائد المؤسس : (( قائد من النوع النادر بين القلة من القادة الأفذاذ .. قائد عصري ملهم مشبع بروح التراث .. قائد يجمع الإستعدادات الشخصية النادرة والتربية العربية الأصيلة والطموح البطولي والإقتدار العالي .. قائد يتميز بالقدرة على إدراك معنى اللحظة التاريخية ..)) 


القائد المفكر 
إن هذه الأوصاف الدقيقة الشاملة التي جاءت في كلمات السابع من نيسان تحيلنا الى نصوص الرفيق القائد صدام حسين نفسها التي تكشف لنا عن الأبعاد القيادية والفكرية والنضالية لشخصيته التاريخية فالقائد المفكر – وهي الظاهرة التي تميز القادة التاريخيين على إمتداد عصور التاريخ ؛ والتي تبرز بشكل واضح في التجارب الكبرى لهذا العصر – إن ظاهرة (القائد – المفكر ) هذه تتجلى قبل كل شيء في القدرة على قراءة الواقع الوطني والقومي والعالمي قراءة حية عميقة تنفذ الى ما وراء المعطيات السطحية المباشرة .. أي قراءة علمية ثورية حضارية .. والرفيق القائد صدام حسين هو من المعلمين الكبار لهذه العملية التي يجتمع فيها العلم والحدس والبصيرة التاريخية والتجسيد الحي لمعاناة الشعب ولحكمته العملية ؛ والنظرة الشاملة الى حركة العالم وتطوره المعاصر فهو عندما يقرأ واقع الأطفال والشباب والمرأة في مجتمعنا يحدد منهجا ويؤشر طريقا فيقول : (2) (( حين يتجه تحليلنا بإتجاه أن موقع المرأة الآن وقدرتها مرتبطان بظروف موضوعية سائدة يجب أن نفهم هذه الظروف فهما دقيقا وصحيحا وهذا الفهم يجب أن لا يكون منحرفا بمعنى أن لا نفهمها لنخضع لها ولا نفهمها لكي نتخذ منها حججا لمنع التطور وإنما نفهمها لكي نغيرها الى أمام وفق برنامج ثوري نغير من خلاله وتبعا لذلك موقع المرأة في المجتمع ودورها التاريخي في بنائه ..))
إنها القراءة العلمية الثورية وهو عندما يقرأ الواقع الزراعي يقول : (3) (( إننا بلد زراعي ومثل هذه المقولة على إطلاقها مقولة منحرفة يقصد بها إبقاء العراق بلدا متخلفا .. إن حركة العالم اليوم تجري في عصر يسمى عصر التقدم التقني والعلمي . ومعلوم أن أي بلد مهما تطور في الزراعة فإنه لا يمكنه أن يمتلك حلقات التقدم العلمي والتقني الرئيسية إذا بقي إهتمامه مقتصرا على الزراعة فإنه سيبقى بلدا متخلفا ؛ الصحيح إذن هو أن بلدنا يجب أن يكون بلدا صناعيا وزراعيا معا وأن يكون بلدا صناعيا ومتطورا في الحلقات الرئيسية للتطور الصناعي التي تعكس قدرته الخاصة وصورة التطور العلمي والتقني بوجه عام ..)) .
وعندما يتكلم عن الواقع القومي بعد الخامس من حزيران 1967 يأخذ الرفيق القائد صدام حسين بعين الإعتبار التحولات التي أدخلتها النكسة على هذا الواقع في نقطتين أساسيتين : (4)
-أ- بداية إحترام العرب للعلم وأهميته في حركة المجتمع وصولا الى الأهداف .
-ب- بداية إحترامهم للإحتمالات والصفحات المتعددة في التفكير الإستراتيجي .
ثم إن ظاهرة القائد – المفكر لا تكتفي بأن تقرأ ظواهر الواقع قراءة ذكية بل تخترق معطياتها المباشرة السطحية لتكتشف قوانين حركة الواقع ضمن إطار المسيرة العامة للأمة في هذا العصر ؛ فإحدى مميزات هذه الظاهرة أنها تمتلك أيضا القدرة على الحوار العميق مع التاريخ وهذا ما يتجلى في نصوص الرفيق القائد صدام حسين عندما يتحدث في مؤتمر المعلمين عام 1976 حيث يقول : (5) – (( إن الأمة التي ليس لها تاريخ لا تقدر أن تحفز أبناءها على مستقبل أفضل وإن أي إقتباس من أية مرحلة من مراحل التاريخ – تاريخ الشعوب – بدون ربط الظاهرة بمجمل الجوانب الإجتماعية والإقتصادية والنفسية والجوانب الأخرى لتلك المرحلة ودون إستيعاب كامل لمكونات وطبيعة المرحلة المطلوب إفادتها من ذلك يكون ضارا ويكون هجينا أيضا …)) .
لذلك فإن العلاقة بين المجتمع والفرد والتاريخ تطرح في نظر الرفيق القائد السؤال (6) : لمن يكتب التاريخ وكيف يكتب ؟؟ هل يكتب للأحياء أم للأموات والشهداء ؟؟ ولماذا نلح على أن يكتب التاريخ بما ينصف الفرد دون أن يكون إنصافه على حساب المجتمع ؟؟
إن مثل هذا المنهج كما يجيب الرفيق القائد صدام حسين يقدم خدمة كبيرة للأحياء من الناس في المجتمع لأنه يشجعهم على البطولة ويعمق روح التضحية والإقدام في نفوسهم وهذا يفرض علينا أن ننصف الشهداء ليس من أجل إستشهادهم فحسب وإنما من أجل الأحياء الذين نطلب منهم الإستبسال في الدفاع عن القيم التي تستوجب الإستشهاد أيضا . ومن الطبيعي أن تكون القدرة على الحوار مع الأفكار ميزة متممة للقدرة على القراءة العميقة للواقع وللتاريخ لدى القائد المفكر وهذا ما تعكسه كلمات الرفيق القائد صدام حسين في مدرسة الإعداد الحزبي عام 1976 حيث يقول (7) – (( يجب أن نتعامل مع الفكر الإنساني الثوري بثقة وكفاءة ؛ بصيغة الأخذ والعطاء من موقعنا المحصن بخصوصية المبادئ التي تخدم واقعنا الوطني والقومي ؛ كما أننا يجب أن لا نكون معزولين عن الفكر الإنساني الثوري والإشتراكي فنتصور أن كل ما ورد فيه بعيد عن أن يخدم جانبا من تجربتنا في عملية التفاعل المطلوبة وليس بصيغة النقل الآلي .. إن طريقنا هو طريق عربي بمعنى الخصوصية الوطنية والقومية وإشتراكيتنا ثورية تفتح الأبواب الواسعة للتفاعل ضمن الفكر الإنساني كعطاء عام للإنسانية ..)) .
والقدرة على الحوار مع الأفكار هي التي تسهل مهمة الربط المتبادل بين الواقع والفكرة .. فالرفيق القائد صدام حسين يتميز تميزا واضحا بهذه القدرة على ضبط المعادلة المتحركة للفكر وللعمل وللنضال بعيدا عن التجريد النظري والتجريب العشوائي فالأفكار مرتبطة دوما بجذورها (8) . (( فالحرية تبنى على الوعي وعلى لعلم وعلى فهم الخصائص القومية للبلاد وعلى الإلتزام بمصلحة الجماهير وعلى تحمل مسؤولية النضال ضد الإمبريالية والصهيونية وفي سبيل تحقيق الأهداف الوطنية والقومية ..)) .
وكذلك التجربة والتطبيق فإن إرتباطهما بالفكرة أساسي لتطويرهما وإغنائهما المتبادل فهو القائل (9) – : (( لا بدّ أن يكون تصورنا دقيقا في أن التجربة هي تجربة في ظل الأفكار وفي خدمة الأفكار وأن التجربة والتطبيق هما وعاء تنضح منه أفكار مضافة كيما تغني وتطور الفكر والمنطق الثوري … )) .
إن القائد المفكر هو بالنسبة للعرب اليوم جواب النهضة على الإنحطاط ورمز عبقرية الأمة . وكما نبع فكر البعث من النضال كذلك فإن فكر الرفيق القائد صدام حسين كان متحدا دوما بالمعاناة ومعجونا بالنضال ؛ لذلك كان فكرا أصيلا وعميقا واضحا قريبا من متناول الجماهير ؛ دقيقا ورصينا فاحصا وملهما لذلك إستطاع أن يتوصل الى معادلات فكرية أشبه بالقوانين في درجة توازنها وضبطها للعلاقات بين مختلف الظواهر والقضايا المتعلقة بالنضال والبناء والكفاح ؛ فنظرية العمل البعثية تدين لهذا الفكر المنهجي الذي إستطاع الرفيق القائد صدام حسين أن يجعل منه منارة لإضاءة التجربة البعثية وتحويلها الى تجربة عالمية .
إنه قائد مفكر جاء في مرحلة تشكو من عملية تشويه الأفكار وتزييفها والسطو على الأفكار وعلى الحركات التاريخية القائمة على الفكر كما تشكو من أدعياء الفكر الذين ينظّرون للعالم وينشرون كتبا بألوان مختلفة من مواقع الفشل في كل شيء وبعد إنفضاح التناقض بين الفكر والممارسة وإنكشاف الخيال الأسطوري لأولائك الذي يعيشون مع أحلام مريضة وأوهام ويغرقون في الذاتية ويمارسون السادية ويحترفون الإرهاب ويتاجرون بقضايا الفكر والوطن والأمة ويستعينون بوسائل الإعلام لتعميم الجهل ولقتل الثقافة والفكر .
فالرفيق القائد صدام حسين مفكر قومي مناضل يأتي ليطرح فكر النهضة العربية من جديد ؛ وفي ضوء تطور التجربة البعثية طرحا متألقا بمنطقه وقدرته على إستباق حركة الواقع والتخطيط المحكم لعملية النهضة التي حولت قطرا عظيما كالعراق الى قاعدة ناضجة لحركة الثورة العربية قاعدة يلتحم فيها الفكر بالنضال وقاعدة للفكر الأصيل الذي يحرر الفكر العربي من العجمة ومن الإغتراب ومن الضياع ويطلق قدراته الإبداعية ويوظفها في طريق بعث الأمة 


سرّ القيادة الناجحة 
إن الفكر في حد ذاته كما يقول الرفيق القائد المؤسس (10) قوّة تاريخية ؛ قوة ثورية لا تقدر لذلك فإن مجرد وضع القضية العربية القومية في صيغة فكرية شاملة كان أول مساهمة في تركيز الحركة الثورية العربية على أسس صلبة .. وعندما تدخل الفكرة حيز التطبيق تصبح نظرية العمل بدورها قوة ثورية لا تقدر وفي هذا يكمن سر الإسهام التاريخي للرفيق القائد صدام حسين المتمم للإسهام التاريخي للرفيق القائد المؤسس ميشيل عفلق.
ولأن فكر البعث وحركته التاريخية قد إتجها منذ البدء الى بناء الإنسان العربي الجديد والجيل العربي الجديد فإن السمة الخلقية والمهمة والتربوية قد زوّدت فكره ومسيرة نضاله بطابع حضاري روحي وإنساني .
فالبعث لم يكن مجرد حزب سياسي بل كان مشروعا حضاريا للأمة فهو بعث قومي وروحي وإجتماعي وثقافي وحضاري . وقد تجسدت هذه السمات الرئيسية المميزة للبعث تجسدا حيا ومتكاملا في شخصية الرفيق القائد صدام حسين فكان الى جانب كونه قائدا مفكرا ؛ قائدا مربيا ليس من حيث القدوة فحسب بل أيضا من خلال الدور الذي إضطلع به بتخطيط وإرادة وتصميم وهو دور المعلم والمربي للشعب . وقد كان نجاحه في هذا الدور نجاحا عظيما أدى من خلاله مهمة حضارية عجزت عن أدائها المدارس والجامعات .
وقد كان سر هذا النجاح يكمن في الدرجة الأولى بتوفر العوامل الرئيسية الثلاث التالية : نظرة الرفيق القائد صدام حسين الى الشعب والشخصية البطولية المؤثرة للرفيق القائد وإهتمامه ببناء الإنسان .
فقد ركّز في أحاديثه دوما على منطلق أساس من منطلقات حركتنا التاريخية وهو منطلق حب الشعب والأمة وقد كان هذا التركيز عاملا أساسيا في نجاح دوره القيادي التربوي الذي وضع فكره القائد موضع إستثمار مباشر في خلق حالة إنبعاثية متكاملة . ففي حديثه في مؤتمر المعلمين بتاريخ 10/02/1976 يخاطب المربين والبعثيين بوجه عام قائلا : (11) – (( أحبوا شعبكم تكونوا بعثيين والذي ينتسب الى حزب البعث ولا يحب شعبه بالممارسة اليومية فهو ليس بعثيا لأن مسألة حب الشعب هي أولا ثم حب الحزب إن كل ثوري أصيل في العالم ومنهم البعثيون أحبوا شعوبهم أولا لذلك صاروا ثوريين ..)) .
إن هذا المنطلق في حب الشعب يقترن بنظرة ثورية عملية تطالب المناضلين بأن (12) يعملوا من أجل الشعب وأن يحكموا الصلة بدقة بين العمل لخدمة كل المواطنين والإنحياز للطبقات والشرائح الإجتماعية الثورية وفق مبادئ الحزب الذي يقودها على طريق أهداف النضال الوطني والقومي . كما أن هذه النظرة الى الشعب تحدد معنى الإنتماء الحقيقي إليه (13) – (( فالإنتماء الإسمي الى الشعب معزولا عن آماله وأهدافه هو ما نسميه بالإنتماء الشكلي ومثل هذا الإنتماء يوجد له منتسبون بين بعض المواطنين مثلما هو موجود بين الحكام فهناك فرق بين مجرد حمل صفة المواطنة إسميا وبين أن يكون المواطن إبن الشعب .. بين الإنتماء الصميمي الى الشعب وقضاياه المصيرية وتطلعاته المستقبلية وبين الإنتماء الشكلي إليه …)) .فهذه النظرة العميقة الى الشعب كانت بالنسبة للرفيق القائد صدام حسين عنوانا لحالة خاصة تميزه قائدا ومفكرا ومربيا ؛ هي حالة التوحد مع الشعب وحمل هموم الشعب والحرص على جعل كل خطوة من خطوات الثورة مستندة الى العمق الشعبي والى قناعات عميقة لدى الشعب بصحتها وصدق تعبيرها عن خلجات فكره وضميره .
إن هذه العلاقة الروحية المبدئية هي التي جعلت الرفيق القائد يشدد على تذكير رفاقه دوما بمنطلقهم النضالي المبدئي الشعبي الذي أوصلهم الى مراكز التوجيه والقيادة في المجتمع (14) – (( علينا دائما أن لا ننسى الوسيلة والطريقة التي أوصلتنا الى مواقعنا وننغمس في مواقعنا الراهنة وفي بعض شكلياتها أو الوسائل غير المشروعة ؛ غير الصحيحة دون أن نتذكر المبادئ والصيغ والوسائل التي جاءت بنا الى مواقعنا الحالية …)) .
إن الشخصية البطولية المؤثرة للرفيق القائد صدام حسين قد شكلت عاملا رئيسيا مكملا لنظرته الى الشعب وتوحده معه في الهموم والآمال ذلك أن محبة القائد للشعب لا تعني مجرد ممارسة موقف عاطفي أبوي تربوي تجاهه فهي محبة قيادية ترتفع الى مستوى من العلاقة تحدده مقاييس البطولة فالقائد التاريخي يجد في الشعب صورته الموضوعية لذلك فهو يطالب الشعب بما يطالب نفسه به .. فلئن إستبق الجميع في تحقيق شروط الإنبعاث الداخلي في شخصيته شأن القادة التاريخيين والأبطال دوما فإن هذا الإستباق يبقى دافعا له لحث الإستعدادات الكامنة في الشعب لأن تتحقق وأن تسابق زمن الأعداء لكي تنتصر على التحديات مهما عظمت ..
بهذه الروح تعامل الرفيق القائد صدام حسين إبن العراق مع شعب العراق وإستطاع أن يفجر البطولة الحضارية في أعماق هذا الشعب الحضاري البطل .. ألم يكن العراق أسبق الى إعتناق الإسلام والى جعل اللغة العربية الوعاء الثقافي الذي إنصهرت فيه كل اللغات الأخرى ؟؟ ثمّ أولم تكن أرض الرافدين مهاد أول حضارة مقاتلة تبني وتدافع عن نفسها منذ أكثر من خمسة آلاف سنة ؟؟ ثمّ أخيرا ألم يكن العراق القطر العربي الأول الذي جسد حلم البعث ببناء التجربة البعثية الأصيلة المتكاملة فيه ؟؟ .
فالشخصية البطولية للرفيق القائد صدام حسين هي تلبية لنداء عهد البطولة الذي إنطلق منه فكر البعث منذ عام 1935 .. إنه تلبية لنداء التاريخ العربي كله الذي قام أصلا على مرتكزي البطولة والحضارة وبخاصة لنداء النهضة العربية المعاصرة الذي يستلهم التراث الحي للأمة ليتفاعل بأصالة مع روح العصر 


القيادة البطولية الحضارية 
فقد كان الرفيق القائد صدام حسين أو ل من إستوعب العبارة التي أطلقها الرفيق القائد لمؤسس عام 1950 إستيعابا حيا وجسدها في الواقع الحي تلك العبارة التي تقول : (15) – (( فالمشكلة في مجتمعنا إذن هي مشكلة القيادة مشكلة الأفراد الذين تتوفر فيهم الشروط لقيادة المجتمع . وإذا كان مجتمعنا مازال متأخرا حتى الآن فلأن هؤلاء الأفراد لا يحققون في أنفسهم الشروط الفكرية والأخلاقية والروحية اللازمة لملء مركز القيادة والصراع هو بين القادة الصادقين والقادة الكاذبين ..)) .
فقيادة المجتمع في واقع مجزء متخلف مستغل وتابع وشبه منقطع عن تراثه الحي لا بد أن تكون قيادة بطولية حضارية قادرة على المساهمة التاريخية في تحقيق الإنقلاب الروحي الشامل في المجتمع العربي .. إنها إذن قيادة تاريخية لا يستطيع النهوض بأعبائها إلاّ القادة الأبطال وليس القادة المزيفون أو الطغاة .
إن أجهزة الإعلام المعاصرة كثيرا ما أعتمدت على الأسلوب الأمريكي في إصطناع أوضاع وزعامات وأدوار تخدم المخططات الإمبريالية والصهيونية ولكنها فشلت في أن تقنع الشعوب بما إصطنعته من صيغ زائفة وقيادات عميلة . كما أن الطغاة الذي قادوا إنفجارات شعبية وأستبدلوا وقادوا شعوبهم الى الموت والهلاك إنتهوا الى المصير نفسه .. لا بل حتى القادة الذين لعبوا دورا إيجابيا في مرحلة من مراحل التطور المهمة في المجتمع وعجزوا عن إمتلاك المؤهلات القيادية العقائدية المستندة الى إيديولوجية علمية ثورية والى حركة نضالية تاريخية .. حتى هذا النموذج القيادي لم يتمكن ن النهوض بالمهمة القيادية الإنبعاثية التي تتطلبها المرحلة التاريخية .
فالرفيق القائد صدام حسين الذي توافرت له كل هذه الشروط يشكل أنموذجا من القادة يجسد المستوى الجديد الذي تطمح إليه الأمة في صراعها المصيري مع أعداء نهضتها المعاصرة هو أنموذج القائد المفكر المناضل القائد الذي يضع في مقدمة إهتماماته .. بناء الإنسان .
إنك لا تصنع شجرة … إنك تزرعها – .. وهكذا الإنسان ؛ فالمجتمعات الإشتراكية المعاصرة ما تخلفت وتجمدت ودخلت طور الأزمة التي لا تقل خطرا عن أزمة الرأسمالية المعاصرة ؛ إلا أنها نظرت الى الإنسان نظرتها الى الأشياء ؛ الى رقم ؛ والى مجرد فرد يصب في قالب ليتجمد ويصبح نسخة مماثلة ومجانسة لباقي القوالب .
إن نظرة البعث المتكاملة الى الحياة قد عبرت عن نفسها من خلال إعتبار الإنسان ثروة من ثروات الحياة وكذلك من خلال إعتبار الحياة نفسها ثروة .. إن هذه الفلسفة هي التي جعلت عاطفة الحب التي عرفت بها القومية العربية تقرن بالحرية وجعلت البعد الإنساني في أساس الفكرة الإشتراكية . وعلى هذا الأساس كانت نظرة الرفيق القائد صدام حسين الى الإنسان والى عملية بناء الإنسان تأخذ بعين الإعتبار أن الممارسة الديمقراطية يجب أن تكون جزءا من نهجنا بشكل دائم لأنها ركن أساس في عقيدة حزبنا حزب البعث العربي الإشتراكي التي تقوم على إعتبار الإنسان قيمة عليا .
وإن إعتبار الإنسان قيمة عليا وهدفا كبيرا ضمن المجتمع يتطلب توفير مستلزمات سعادته بما في ذلك تهيئة الأجواء الصحيحة لإطلاق قدراته الإبداعية .. يعني أن ننظر إليه كقيمة وهدف ضمن تطور المجتمع وقيم العمل الجماعي وليس ككيان مستقل فهو قيمة عليا من بين القيم العليا الكبيرة الأخرى لذا ينبغي إحترام الإنسان (16) .
لذلك فإن مفهوم الفرد يرتبط بمفهوم البطولة لدى الرفيق القائد صدام حسين : (17) – (( عندما نتحدث عن الفرد ولا ننسى أنه إبن المجتمع فعلينا أن لا ننسى أن البطولة أيضا هي إبنة المجتمع في جانب أساس منها إذ لو لم يكن المجتمع بطلا في إستعداده للتضحية وفي وعيه وعطائه وفي إرادته لما أنجب بطلا . وعلينا على هذا الأساس أن نربط ربطا صحيحا بين ذلك وبين دور الفرد ومبادراته وتضحياته بهذا الإطار أي أن نتحدث عن المجتمع وعن دور الفرد في عملية تفاعل تام ..)) .
إن هذه النظرة تجسد حالة البطولة التي يحققها الرفيق القائد صدام حسين بإنسجام تام وتكامل رائع بين الشعب البطل وقائده رمز البطولة الحضارية الخلاقة ؛ فقد زرع شعب العراق بذرة البطولة في شخص الرفيق القائد فنمت وأمتدت وشملت من جديد أرض العراق ورفعت شعبه البطل الى مستوى الإنجاز التاريخي . وفي ضوء هذه الحقيقة نستطيع أن نفهم الفرق بين البطل الذي يصنع الحضارة وبين الطاغية الذي يهدم كل شيء ؛ بين البطل الممتلئ بالحب وبين الطاغية المسكون بالحقد والكراهية والشر ؛ بين البطل المعبر عن حب الحياة المشعة بالخير وبين الطاغية الذي ينشر ويعمم عبارة الموت .. بين بطلنا الذي يحارب من أجل الحرية ودفاعا عن الحق والقيم العليا لوجود المجتمعات والأمم الناهضة وبين طاغيتهم الذي تستبد به النزعات الكافرة بالحرية وبقيم التحرر والتقدم … بطلنا الذي يدافع عن الماضي والحاضر والمستقبل لأمة العرب ذات الرسالة الخالدة وطاغيتهم الذي يضع شعوبه أمام مأزق تاريخي … بطلنا الذي هو قائد مفكر ومناضل وطاغيتهم الذي هو كابوس يخنق الفكر ويزرع الإرهاب ويقود بلاده الى الجحيم .


كيف يولد القائد التاريخي 
لا بد في ختام هذا الحديث عن الرفيق القائد صدام حسين أن نطرح سؤالا في غاية الأهمية وهو : كيف يولد قائد في التاريخ ؟؟؟ وما هي شروط هذه الولادة ؟؟ وكيف يكون مفكرا ويحافظ على روح النضال وهو يمارس القيادة من موقع السلطة ؟؟؟
إنه السؤال الذي تنبع منه كل الأسئلة والذي ينطوي على كلمة السر والذي يتحدى الأجوبة التبسيطية التي تلجأ عادة الى حشد العوامل الموضوعية والذاتية والى حشر الأسباب العامة والخاصة والى إستقراء الظروف والمنعطفات التاريخية ؛ لكي تنتهي الى إعادة طرح الأسئلة من جديد .
إنها كلمة سر من الكلمات التي يحتفظ التاريخ بها لنفسه في معظم الأحيان لأنها أكبر من العوامل والظروف والأسباب والمنعطفات القريبة .. إنه منطق التاريخ الذي يعلو أحيانا على التفسيرات العلمية الضيقة والآلية والمباشرة ليجسد رادة الخلق المتجدد والإنبعاث الحضاري للأمم ؛ ففي عام 1943 وتحت عنوان ( الإيمان) نقرأ للرفيق القائد المؤسس كلمته القائلة (18) – : (( إن الأساس الخالد لعملنا الأساس الذي لا يتبدل ولا يستغنى عنه هو الإيمان والتفاؤل مظهر بسيط من مظاهر الإيمان .. هذه النظرة قد يعتبرها بعضهم غيبية ولكن الحياة برمتها تقوم عليها منذ أن وجدت الحياة الإنسانية وإذا طرحت هذه النظرة جانبا لا يبقى تاريخ ولا يبقى إنسان .. إن طريقنا طويلة وسوف يمر عليها أفراد وأجيال لذلك يجب أن يعرف السائرون على هذه الطريق كلمة السر التي تبقي على صحة الطريق وإستقامته وأمانته وأن ينقلها كل فرد لآخر وكل جيل لآخر وكلمة السر هذه ليست نظرية يبرهن عليها وليست دستورا رياضيا ولكنها هي الميزة التي تميز الإنسان في كل عصر وكل قطر … عفويته التي تميز بين الصدق والكذب فهذه الروح العفوية التي تغذيها التجارب ويصقلها الفكر والبحث ولكن لا توجدها التجارب ولا العلم ولا الفكر .. هي كلمة السر …)).
فالإيمان ؛ الإيمان العميق ؛ الإيمان التاريخي الذي يصهر العوامل الذاتية والموضوعية والأسباب العامة والخاصة والظروف والمنعطفات وسلاسل الأسباب والصدف ويجمع الحرية الى الضرورة .. هذا الإيمان البعثي الخلاق هو كلمة السرّ التي كانت وراء الولادة التاريخية للرفيق القائد صدام حسين : القائد الذي إمتلك ذاته قبل كل شيء فتحقق التوازن والتكامل والتألق المبدع في شخصيته وتحقق التوحد بالمبادئ والقيم النضالية وبروح الشعب أي بمصادر الخلق والإبداع وبالمداخل الحية للحوار مع التاريخ والإستلهام للتراث والتفاعل مع روح العصر .
القائد الذي إمتلك العقل الحضاري الخلاق وناصية الفكر المبدع والذي أدار الدولة بعقل حديث ومنطق ثوري وقاد الحزب قيادة تاريخية وربط الدولة بالمجتمع والمجتمع بحركة الإنبعاث وإنبعاث الأمة بحركة العالم المعاصر لأنه فهم رسالة الأوطان والأمم فهما حضاريا شاملا .
إنه القائد الذي جمع العبقرية الى البطولة في شخصية موحدة ونفسية رحبة والذي إحتفظ بصفاء ونقاء وشفافية المناضل ووحد بين الفكر الثوري والممارسة اليومية وإستبق المناضلين في بصيرته ووعيه التاريخي ونظرته العلمية وإبداعه في النضال .
إنه القائد الذي إمتلك إرادة التحدي التاريخي والخلق العربي والسلوك المثالي والقدرة على التجرد وربط الموضوعية بحب الحقيقة وتحلّى بسمات حملة الرسالات التاريخية الحضارية من القادة الذي صنعوا الصفحات الإيجابية في حياة العالم …
ذلك هو الرفيق القائد صدام حسين …..


الهوامش 
-1- المؤلفات الكاملة للرفيق القائد المؤسس ميشيل عفلق : ج 3
-2- عن المرأة والثورة : ص 77-78
-3- طرقنا خاص في بناء الإشتراكية : ص 42-43
-4- مقتطفات من أحاديث صدام حسين : ص 95
-5- المصدر نفسه : ص 25-52
-6- المصدر نفسه : ص 166-167
-7- المصدر نفسه : ص 49
-8- المصدر نفسه : ص 19
-9- المصدر نفسه : ص 55
-10- المؤلفات الكاملة : ج 1 ص 192
-11- مقتطفات من أحاديث صدام حسين : ص 24
-12- 13 – المصدر نفسه : ص 28-35
-14- المصدر نفسه : ص 40
-15- في سبيل البعث ( الصلة الحية بين العروبة والحركة الإنقلابية ) ص 79
-16- المقتطفات : ص 23-27
-17- المصدر نفسه : ص 23
-18- المؤلفات الكاملة : ص 20-21
بحث منشور بمجلة آفاق عربية السنة الثالثة عشر
العدد 5 أيار 1988 ص 4-11

Publicité
Publicité
Commentaires
Présentation
Ce site, animé par le Collectif Algérie-Machreq, est consacré à la mémoire historique de la Nation arabo-musulmane, à l'intellectualité, la spiritualité, la culture, l'expérience révolutionnaire des peuples arabes. La Palestine sera à l'honneur. 


Publicité
Newsletter
Visiteurs
Depuis la création 444 994
Publicité