ما هي الابستمولوجيا ؟، بقلم كمال ناصر

 

الابستمولوجيا (نظرية المعرفة) هي واحدةٌ من أهمِ مكونات الفلسفة. موضوعها المعرفةُ ذاتُها، الطريقة التي تتشكل بها كــ "معرفةٍ حول…"، بُعْدُ و حدودُ المفاهيم، النماذجُ العاملةُ ضمْن العملياتِ الفكرية. "كنظريّةٍ للْمعرِفة"، الابستمولوجيا تضَعُ تحدياتٍ كُبْرى تخص فِكْرَ النّهضةِ القومية-الحضارية العربية-الإسلامية، مشْروعُها التّاريخي، مَفْهومُها (تَصَوُّرُها) لِلْعالَم. على سبيل المثال، مسْألةُ النّموذَجِ الزّمني (الزّمنُ الْخطّي "ماضٍ-حاضِرٌ-مُسْتقبل" مُقابل "التّام (الْماضي)-الغير التّام (الحاضر)) هي مسألةٌ ابستمولوجية، و نفسُ الشيء بالنّسبة لهذه الفئات مثل "العروبة" (عروبةٌ إثنية، عروبةٌ لُغوية، عروبةٌ حضارية)، "الثّقافة" (مُقاربةٌ أنثروبولوجية أو مقاربةٌ متخصصة)…مفكرون مثل الْمِصريَيْن أنور عبد المالك و سمير أمين، الفلسطينيَيْن إدوارد سعيد و إبراهيم أبو لغد و حتى الجزائريين علي الكنز، مالك بن نبي و عبد اللّه شريط، اللُّبنانييْن حسن حمدان و حسين مروة كان لهم جميعًا إدراكٌ بضرورةِ القيام بنقْدٍ جدريٍّ للمركزية الأروبية المعرفية و الإعدادُ لحداثةٍ عربية. و اليوم، من هُمْ قُراءُ هؤلاءِ المفكرين؟ أتْباعُهم؟ المُسْتمرون على خُطاهم؟

(الترجمة من الفرنسية إلى العربية قام بها الأخ الناصر صلاح الدين)